قراءة في بيان النقابة العامة للتعليم الثانوي
حول صندوق الكرامة
في الوقت الذي يعتصم فيه المدرسون أمام وزارة التربية احتجاجا على سياسة المماطلة والتسويف التي تنتهجها سلطة الإشراف في تطبيق الأمر عدد 3256 و المؤرخ في 13 ديسمبر 2012 و القاضي بتسوية المسار المهني للمنتفعين بالعفو العام ، تبقى النقابة العامة للتعليم الثانوي غير مبالية بهذا التحرك النضالي المشروع وهو مطلب أدرجته في لائحة إضراب 22 و 23 جانفي 2013 بل تفاجئنا بإصدار بيان تعتبر فيه حق منظوريها حيفا مسلطا على عموم المواطنين متناسية التاريخ النضالي لهؤلاء المدرسين الذين عانوا الويلات أيام الجمر و القمع في سبيل إعلاء كلمة الحق في وجه النظام البائد و قدموا الشهداء و ضحوا بالغالي و الرخيص من اجل دولة ديمقراطية أساسها العدل و المساواة ومبادئها حقوق الإنسان التي تحمي المستضعفين من الاضطهاد و الظلم...
أما فيما يخص صندوق الكرامة و رد الاعتبار لضحايا الاستبداد فقد تعمدت نقابة الثانوي في بيانها أسلوب المغالطة للرأي العام حيث اعتبرته غنيمة تسلب من حقوق المواطن في مشروع ميزانية الدولة لسنة2014 في حين أن لهذا الصندوق حساب خاص في إطار قانون المالية لا علاقة له بالميزانيّة و أن الأموال التي يمكن أن يتلقاها ستكون صادرة عن الجمعيات أو المنظمات الداعمة لمسار العدالة الانتقالية.
لا نعيب على النقابة الدفاع عن الحقوق الاجتماعية لأبناء شعبها و تصديها المشروع لكل القوانين التي لا تضمن العيش الكريم للفئات المهمشة و المحرومة بل نساندها في ذلك. ولكن رسالتي للنقابة العامة للتعليم الثانوي و لأعضائها المتحزبين هي أن يلتزموا بالمبادئ النقابية المثلى التي أسسها الزعيم الشهيد فرحات حشاد حيث يقول :" أحبّك يا شعب تونس الذي امتحنك الدهر وامتحنته فعرف فيك الشجاعة مع الإخلاص وعرف فيك الصبر مع المثابرة.أحبّك لما فيك من شعور فيّاض و احساس نبيل ولما تكنه من عواطف عند النكبات ومن تآخٍ عند المحن وأحبّ فيك الإقدام عند اقتحام الشدائد وبذل الجهد المستطاع لانتشال الضعيف عند الحاجة. فاذا ما شعرت بخطر يهدّد فردا أو قسما من هيكلك دق قلبك دقة واحدة واتجهت مهجتك كلّها لدفع الضرر".
لا توجد معركة بين حق وحق ، فالحق واحد لا يتعدد و جبر الضرر حق تكفله كل قوانين العالم للمظلومين و المضطهدين ...
نقابي مستقل