صفات المربي الناجح :
نصائح وتوجيهات للمعلمين والمعلمات
الإرشادات الهامة والنصائح على ضبط الصف وسيادة النظام :
1- لا تبدأ عملاً قبل أن يسود النظام تماماً في صفك ، أي لا تبدأ في التدريس قبل أن
يهدأ الجميع ، وينتبه إليك كافة الطلبة .
2- إذا دخلت الصف والفوضى سائدة ، فلا تثر ولا تغضب ، وإنما اتخذ مكاناً مناسباً بحيث ترى ويراك جميع الطلبة ثم تجول بنظرك بين جميع الطلبة وتفرس في وجوه من أثار الفوضى ، ونادي أحدهم حتى تضمن أنهم قد أحسوا بدخولك ووجودك بينهم .
3- حاول قدر الإمكان عدم الجلوس ؛ حتى لا تحدث الفوضى في الصف .
4- حاول إيقاف الطلبة المشاغبين عند حدهم حتى لا يفسدوا عليك الجو الدراسي ، وذلك باستعمال الأسلوب المناسب حسب ما تقتضيه الظروف ، فلكل حالة أسلوبها الخاص وطريقتها المناسبة ، مثل :-
أ – بعض الطلبة قد يرتدع بمجرد النظر إليه .
ب – ومن الطلبة من يحتاج إلى النظرة القاسية .
جـ – ومن الطلبة من يتّعظ بالعتاب .
د – ومن الطلبة من لا يرتدع إلا بالعقاب : بدءاً من التوقيف في مكانه في الصف ، أو التوقيف أما زملائه ووجه للحائط ، مروراً بطرده وحرمانه من الحصة وإرساله للمشرف الاجتماعي أو مدير المدرسة – وهذه الخطوة لا تقدم عليها إلا إذا ضاقت عليك السبل ، ولا تكتفي بطرده من الفصل فقط ، بل لابد أن ترسله إلى المشرف ، لأنه إن خرج من الفصل أخذ بالتجوال بين الفصول وربما قام بالتشويش على باقي المدرسين في الفصول الأخرى .. وبهذا تكون قد أفسدت على غيرك دون قصد - ، حتى يتم الاتصال بولي أمره لتوقيفه عند حده ، وانتهاء بالعقاب البدني التي قد توقعه إدارة المدرسة ، أو طرده من المدرسة جزئياً لبعض الوقت ، أو طرده نهائياً حتى لا يفسد غيره من الطلبة .
5- حاول أن يظهر على تعابير وجهك ونبرات صوتك ، تأثرك وغضبك لما حدث من فوضى واضطراب .
6- يجب أن يفرق المعلم بين عدم استطاعة التلميذ القيام بعمل ما ، وبين عدم رغبته في أدائه ، فالنوع الأول من الطلبة يحتاج إلى التوجيه والإرشاد والشرح والتوضيح ، أما النوع الثاني فهو النوع المتمرد الذي يحتاج المعلم إلى تقديم النصح له وقد يحتاج معه إلى الترغيب والترهيب أو الحزم أو العقاب إن لزم الأمر .
7- احرص على الحصول على قائمة بأسماء الطلبة قبل دخولك للصف ؛ حتى لا تضطر إلى الحصول عليها من الطبلة أنفسهم ، وخصوصاً في الصف الكبير ؛ لأن ذلك سيؤدي بالضرورة إلى الفوضى والاضطراب داخل الصف .
8- في أول لقاء مع الطلبة عرفهم على نفسك بإيجاز وأخبرهم باختصار شيئاً عن نفسك دون مغالاة أو مبالغة أو تعال عليهم ، واكتب اسمك على السبورة بوضوح وعرفهم كيف ينادون اسمك .
9- احفظ أسماء الطلبة بأسرع ما يمكن ؛ لأن ذلك أمر حيوي وضروري حتى لا تضطر إلى الإشارة إلى المكان الذي يجلس فيه الطالب ، وكل واحد يقول أنا ، أنا ، أنا حتى ولو كانت الإشارة واضحة فهذه فرصة ذهبية للمشاغبة وإثارة الفوضى .
10- قم بإعداد درسك إعداداً جيداً ، فالمعلم المتمكن أقدر على ضبط الصف وشد انتباه الطلبة وإثارة اهتمامهم واستقطاب تفكيرهم ، ولكي تعد درسك جيداً لابد من الاطلاع – بالإضافة إلى الكتاب المقرر – على المراجع الأصلية والتوسع في الموضوع وهضم المادة واختيار الأمثلة والتشبيهات المناسبة ، وكل ما يساهم في ربط المادة بالحياة ، واختيار الوسائل التعليمية المناسبة التي تضفي على الدرس القوة والحيوية .
11- يجب على المعلم التحدث باللغة الفصحة المناسبة لمستوى الطلبة ، وألا يستخدم عبارات أو كلمات فوق مستوى الطلبة أو يستخدم لغة صعبة أو غير ملائمة لقدراتهم العقلية أو مستواهم العلمي .
12- يجب على المعلم أن يتحقق من أن جميع الطلبة يسمعونه بوضوح ، ويمكن للمعلم أن يتأكد من ذلك بأن يطرح على أحد الطلبة البعيدين سؤالاً يعرف منه أن الجميع يسمعونه .
13- يجب على المعلم أن يوزع الزمن على أجزاء الدرس المختلفة حتى لا ينتهي الدرس قبل فترة طويلة من نهاية الحصة ؛ فلا يدري ما يقول وما يفعل في الجزء المتبقي من الحصة ، فيرتبك وتكثر أخطاؤه ويبدأ الهرج والمرج والفوضى والاضطراب .
14- عند تحضير الدرس ، حاول أن تخمن المشكلات والصعوبات التي يحتمل أن تواجهها أثناء التدريس ، إن الحدس الجيد هو من السمات التي يجب أن يتحلى بها المعلم القدير .
15- لا تنغمس في موضوع الدرس بحيث تنسى أنك تدرس بشراً ، ولذلك فإننا ننصح المعلم بأن يجعل الفواصل المنشطة تتخلل درسه ، لأن العقل المجهد المتعب لا يستطيع التركيز ، مما يعوق الانتباه ويحول دون الفهم ، فلا بد من ترويح القلوب ساعة بعد ساعة ، لأنها إذا كلت عميت ، والمعلم القدير هو الذي يفسح المجال في خطة الدرس لإشباع نشاط الطلبة في أمر مفيد يستنفذ طاقاتهم الحيوية في أشياء مقبولة سلوكياً ومفيدة للطلبة ؛ فبدلاً من أن يقوم الطلبة بالتنفيث عن أنفسهم بالحركة والكلام والمشاغبة ، وإثارة الفوضى ، فإن المعلم مطالب بان تكون هناك فواصل منشطة ؛ لأن الدرس الذي يسير على وتيرة واحدة درس ثقيل على النفس ، مما يؤثر سلبياً على انتباه الطلبة .
16- إذا حصلت الفوضى وأنت في الصف ، فلا تفقد السيطرة على أعصابك والزم الهدوء ؛ لأن السيطرة على النفس والأعصاب وسيلة للسيطرة على الآخرين .
17- يجب على المعلم إشاعة روح المحبة والمودة والألفة والوئام بينه وبين الطلبة ، وهذا من شأنه إزالة التوتر والخوف العصبي والانقباض العقلي ، ويشيع في الصف الشعور الفياض بالسعادة الغامرة ؛ لأن حب المعلم يستدعي بالضرورة حب المادة التي يعلمها ، والمحبة أساس النجاح والتوفيق في أي عمل .
18 – حاول ما أمكن توزيع المقاعد لتترك فراغات يمر فيها الطلبة ؛ حتى سهل أمر مرور الطلبة من وإلى السبورة ، أو عند وجود طارئ يتطلب إخلاء السف بأقصى سرعة كظهور ثعبان في الصف أو حدوث التماس في الكهرباء .. وما أشبه ذلك من أمور .
19- وزع الطلبة على الصف حسب أطوالهم ، وليكون القصير في الأمام والطويل في الخلف ؛ حتى لا يعيقوا رؤية الآخرين للسبورة وتحصل فوضى أنت في غنى عنها ، أما الطلبة الطوال الذين يشتكون من نقص في السمع أو البصر ، فضعهم في الجوانب في الصفوف الأولى .
20- عود الطلبة على عدم تبديل أماكن جلوسهم في الصف إلا بإذن منك ، وأن يكون ذلك لسبب مقبول ومعقول .
21- قف في الصف في مكان مناسب بحيث يراك جميع الطلبة ، وبحيث تستطيع أن ترى وتسمع كلما يحدث في الصف .
22- يجب أن يشعر التلميذ أنه معرض للسؤال في كل لحظة من لحظات الدرس ، وبذلك يركز الطلبة تفكيرهم في الدرس لا في أمور خارجية تستدعيهم الخروج عن فروض الأدب .
23- عود الطلبة الاستئذان عند طلب الجواب ، ورفع اليد في هدوء وعدم قول أنا .. أنا .. أنا ، وعدم مقاطعة المعلم قبل أن ينتهي من إلقاء السؤال ؛ لأن الاستئذان أمر ضروري يجب أن يتعوده الطلبة حتى لا تحصل الفوضى ، وهذا أمر ينبغي الصبر عليه وحاربته من قبل المعلم وذلك بأساليب عدة كإظهار الامتعاض والاشمئزاز وعدم الرضا عما حدث ، وكالصمت هنيهة ، وكتحديث النظر والتكشير في وجه المتكلم أو إظهار الامتناع عن سؤال من تكلم بغير إذن أو أثار الشغب أو تأنيب من تحدث بغير إذن أ إبقائه واقفاً لفترة من الوقت .
24- عود الطلبة على المحافظة على آداب المجلس والاستئذان عند الرغبة في القيام بأي عمل فردي ، ولا تسمح بالمحادثات الجانبية بين الطلبة ، فإن ذلك مدعاة للفوضى .
25- اطرح السؤال بأسلوب لا يستدعي أن يقول الطلبة : أنا .. أنا .. أنا ، فلا تقل مثلاً : من يعرف ؟ من يقلي ؟ الشاطر يقول ، أو الشاطر يجاوب .
26- لا تقبل الجواب إلا من الطالب المسؤول فقط ؛ حتى يتعود الطلبة النظام .
27- لا تقبل الأجوبة الجماعية التي تكون مرتعاً خصباً للفوضى والشغب .
28- لا تنصرف تماماً للطالب المجيب وتهمل بقية الطلبة حتى لا ينصرفوا عن الدرس وتبدأ الفوضى ، وإنما نقل نظرك بين الطالب المجيب وبين بقية الطلبة في الصف .
الكاتب :تيتشر راني
فن وأساليب الاقناع .. كيف تكون مقنعاً ؟
الكاتب :ابراهيم النجار
لكي يصل أي انسان وخصوصاً الإعلامي بفكرته إلى المتلقي يجب أن يصيغ رسالته بأسلوب يشرحها ويسهلها، ويجعلها مشوقة ما يجعل المستقبل يقبل عليها وينجذب إليها؛ وحسن الأسلوب يجعل المتلقي يقتنع بالفكرة حتى لو كانت غير عادلة أو تعبر عن وجهة نظر غير صحيحة. ولطرح أي فكرة في وجه المتلقي ينبغي على الإعلامي أن يدعمها بالحجج والدلائل والبراهين التي تؤكد للمتلقي صحتها وواقعيتها وموضوعيتها. لذلك فإنّ للأسلوب أهمية بالغة في وسائل الإعلام، فالأسلوب هو الذي يوصل المعنى إلى المتلقي. ويجب على الإعلامي أن يستخدم الأساليب البسيطة والعبارات المتداولة ويتجنب العبارات المعقدة والأساليب الملتوية، لأنّه يخاطب أنواعاً مختلفة من المتلقين.
ومن القصص الأسطورية الشائعة التي تروى في شأن الإقناع أنّ الشمس والرياح تنازعها على إجبار رجل على خلع معطفه، وأرادت كل من الشمس والرياح أن يكسبا الرهان، فحاولت الرياح التأثير على الرجل بالبرد القارس والعواطف وهذا ما زاد الرجل إصراراً وإلحاحاً على إرتداء معطفه وثباته على رأيه، حتى أصاب اليأس الرياح فتوقفت واستسلمت للرجل، ثمّ جاء دور الشمس فسلطت أشعتها القوية على الرجل، ما جعل الرجل يشعر بالحرارة الشيء الذي جعله يخلع معطفه مختاراً راضياً. وهذه القصة نموذج على أنّ الإكراه والإلحاح على أمر ما يجعل المكره يزيد من إصراره وعزيمته ويرفع من شدة مقاومته. وهناك مثال بسيط فإذا أردت إرغام طفل على شيء ليفعله فإنّه يرفض القيام بذلك الأمر. وإذا تركته وشأنه أو أقنعته بأن ذلك أمر مستحسن، قد يقوم به مختاراً راضياً دونما تدخل.
ولذلك فالإكراه والإلحاح يوجب المقاومة، بينما الإقناع والحوار يجعلان الأمر المتنازع عليه أكثر سهولة. والإقناع لغة يتمتع بها الأقوياء. والإعلامي الناجح هو الذي يستطيع إكتساب لغة الإقناع، لأنّه وسيلة من وسائل كسب الإحترام والتقدير من الآخرين.
- ما هو الإقناع؟
الإقناع هو إستخدام المرسل أو الملقي أو الكاتب أو المتحدث للألفاظ أو الإشارات أو الرموز التي بإمكانها إحداث تأثير في تغيير الإتجاه والميول والسلوك. والإقناع عملية فكرية وشكلية يحاول من خلالها المرسل التأثير على المستقبل وإخضاعه ودفعه لقبول رأي أو فكرة معينة. وذلك باستهداف القناعات السابقة بهدف تغييرها كلياً أو جزئياً من خلال دعم الأفكار الجديدة بحقائق ودلائل وبراهين وحجج موضوعية. وفن الإقناع هو فرع من فروع مهارات الإتصال، والإعلامي المتمكن من هذا الفن يصبح قادراً على إجادة فنون الحوار.
وعلى الإعلامي أن يفهم عناصر الإقناع وهي كالتالي:
- المصدر: ينبغي على الإعلامي التأكد من المصدر الذي يستقي منه معلوماته، ويجب أن يتأكد من صحة المعلومات التي يعمل على إقناع جماهيره بها. وينبغي على الإعلامي أن يتحرى المصداقية، بالإضافة إلى إكتسابه القدرة على إستخدام أساليب الإقناع، وأن يجيد التعامل مع الكلمة باستخدام المنطق.
الرسالة: إذا افترضنا أن شخصاً ما أرسل رسالة إلى شخص آخر بأسلوب جيِّد واجتهد في تعزيزها بأفكار جديدة ولكنه لم يكتبها بخط واضح، فبكل تأكيد فإنّ الرسالة لن تؤدي غرضها. ولذلك فيجب على الإعلامي أن يعرض رسالته الإعلامية بوضوح وببساطة بشكل يجعل المتلقي يفهمها بكل بساطة وبدون أي تعقيدات، وينبغي على الإعلامي أن يساعد المتلقي على فهم الرسالة فهماً متماثلاً معززاً رسالته بالبراهين والحجج المقنعة. كما ينبغي الإبتعاد عن الجدل والإستعداء. وإستبعاد المعلومات المشكوك فيها.
- المستقبل: ينبغي على الإعلامي أن يراعي الفروق العمرية والبيئية والإختلافات الثقافية والقومية والمذهبية، وأن يسعى إلى مخاطبة جميع الفئات وأن يدرك أن لكل مقام مقالاً.
ويعتمد نجاح الإقناع على العناصر التالية:
- القدرة على نقل الأفكار والمبادئ والمعلومات بكفاءة وإتقان.
- القدرة على فهم ظروف وأحوال المتلقين وقيمهم وتكوين رسالة تستطيع إقناعهم بشكل ودي ومرضي بالنسبة لهم.
- القدرة على إثارة إهتمام المتلقين، وهو ما يسمى بالجاذبية الشخصية والتي تقوم على ثلاثة أركان وهي حسن الخلق والأناقة والثقافة الجيِّدة.
- القدرة على خلق تفاعل إيجابي في إطار من المصداقية مع المتلقين.
- التمكن من مهارات الإقناع ووسائله من خلال الإبداع في مهارات الإتصال والتفنن في فنون الحوار مع عدم الإخلال بآدابه وأخلاقياته.
والإقناع هو مخاطبة العقول والقلوب في نفس الوقت، وهو فن لا يجيده إلا من امتلك أدواته.
وعلى الإعلامي أن يسعى إلى إمتلاك أدوات فن الإقناع. وأن يستغل الظروف المكانية والزمانية التي يمر بها المجتمع لإقناعهم بالعدول عن سلوك سيِّئ أو إقناعهم بتبني سلوك ما يعود عليه بالخير.
كما ينبغي على الإعلامي أن يخاطب الجماهير وكأنّه يجيبهم عن تساؤلاتهم الملحة، وإجابته تلك تتناسب مع تفكيرهم وتتعامل بشكل سليم مع المبادئ الفكرية التي تربو عليها. والإعلامي الناجح هو الذي يستطيع تطوير مهاراته الإتصالية بإجادة فنون الحوار والمخاطبة وطرق التأثير وأن يوجه إهتمامه إلى تقوية الخير والعلم والثقافة. فالمجتمع يحتاج إلى نصح وإرشاد وتثقيف، وأن يسعى إلى إبتكار وسائل جديدة لإيصال أفكاره إلى أكبر قدر ممكن من الجماهير على إختلاف شرائحهم.
- كيف نقنع الجماهير بفكرة ما؟
هناك طرق متعددة وأساليب متنوعة من الإقناع، وسوف نتحدث عن بعض طرق الإقناع والتي تختلف حسب الظروف المكانية والزمانية. ومن هذه الطرق ما يلي:
- قاعدة المصالح المتوازنة: ويطلق عليها أيضاً (قاعدة التوازن الملحوظ في المصالح)، وتعبر هذه القاعدة عن مفهوم قوي، وهو أنّ الشخص المستهدف بالإقناع إذا ما أحس بأنّ الفكرة المطروحة تحقق توازناً في المصالح بينه وبين الطرف الآخر فإنّه سيوافقه على الفكرة. وهنا ينبغي على الإعلامي (الذي يهدف إلى إقناع المتلقي) أن يعرف وجهة نظر المتلقي في الفكرة المطروحة. وعليه أيضاً أن يعرف مدى إيجابية أو سلبية المتلقي فيما يخص الفكرة المطروحة. وأن يعرف منظومة القيم التي ينتمي إليها المتلقي، والأفكار التي يتبناها. وعليه كذلك أن يعرف مصدر تلك الأفكار وما أسباب تبني المتلقي لها.
- قاعدة تسيير الحوار: يمكن تشبيه فشل الإعلامي في تسيير الحوار بينه وبين المتلقي بتوقف محرك السفينة وسط البحر، فالإعلامي هنا يلعب دور المحرك الذي يقود سفينة الحوار وعليه أن يكون واعياً مدركاً بجدول أعماله في تسيير الحوار، مع المتلقي أو مع ضيفه، وتنظيم الحوار مسؤولية الإعلامي وعليه أن يعد الأولويات في حواره، وأن يستخدم كافة السبل التي تؤدي إلى نجاح قيادته للحوار بشكل سليم.
- قاعدة كسب الحوار: لكي ينجح الإعلامي في كسب الحوار ينبغي عليه أن يلم بمهارات طرح الأسئلة، ومهارات الإصغاء، وأن يكون دائم الإستعداد لتحقيق النجاح.
- قاعدة الدخول في صلب الموضوع: للوقت أهمية كبيرة في عملية الإقناع، وخاصة إذا كان الحوار مع شخصيات بارزة ومرموقة؛ فهؤلاء الأشخاص وقتهم ثمين لا ينبغي على الإعلامي أن يستهلك وقتاً إضافياً معهم، ولذلك فالإعلامي مطالب بالدخول في صلب الموضوع دون مقدمات أو مداخل. وعليه هنا أن يتمتع بالحزم والوضوح.
- قاعدة الإيجابية: كلما كان الحوار جدّياً وإيجابياً كانت فرصة نجاح الإعلامي كبيرة في تحقيق أهداف الحوار، والإعلامي يحتاج هنا إلى قدر من الإيمان بأنّ ما يقوم به سيلاحظه الضيف أو المتلقي، وخاصة في اللقاءات المباشرة وجهاً لوجه؛ ويجب على الإعلامي أن يدرك أن نبرات الصوت وتعابير الوجه واللغة الحركية الجسدية لها أهمية بالغة وهي أكثر إقناعاً من الألفاظ والكلمات.
- كن دائماً على إستعداد للإقناع:
يمكن تشبيه رجل الإعلام برجل الإطفاء، فيجب أن يكون دائماً مستعداً لأي طارئ أو حدث جديد، وأن يكون سريع البديهة، قوي الملاحظة، قادراً على تطبيق قاعدة المصالح المتوازنة، فهذا التوازن يفيد الإعلامي في زيادة الثقة بالنفس وزيادة فرص نجاحه في أداء رسالته. والإعلامي الناجح هو الذي يتمتع بالمرونة ويستخدم عقلية منفتحة، ويركز على المتلقي ويصغي له بفاعلية حتى يستطيع إقناعه. والمرونة والإستعداد للإقناع يجعلان الإعلامي ينجح في تحقيق هدفين هامين هما:
- تغيير أفكار المتلقي القديمة.
- إقناع المتلقي بالأفكار الجديدة.
وتلعب المرونة دوراً هاماً في تغيير الأفكار القديمة وتبني القناعات الجديدة، ودور الإعلامي هنا هو إقناع المتلقي بالعدول على أفكاره القديمة وتبني الأفكار الجديدة، وهناك قصة أسطورية مغربية قديمة، تتحدث عن فتاة مغربية تدعى (الذويبة) معروفة بالدهاء والذكاء الخارق، وكانت فقيرة، وفي إحدى المرات عاقبها والي البلدة وربطها بجذع نخلة، لكنها وبذكائها استطاعت الإفلات من العقاب، فوالدة الوالي لم تكن تعلم أنّ الوالي عاقبها بربطها بالنخلة، وكانت والدة الوالي تعاني من تورم في ظهرها، فبينما كانت والدة الوالي تتنزه في حديقة القصر، سألت (الذويبة) عن سبب ربطها بالنخلة، فأخبرتها (الذويبة) بأنّها كانت تعاني من تورم في ظهرها، وأنّها عندما ربطت بالنخلة اختفى التورم، واستطاعت إقناع والدة الوالي بفك رباطها وأصرت والدة الوالي أن تُربط هي كذلك بالنخلة، وبذلك استطاعت (الذويبة) الإفلات من العقاب، بل ونالت إعجاب الوالي وتزوجها فيما بعد. وهذه القصة تبيّن بأنّ الإنسان قادر على صنع المعجزات إذا استطاع إكتساب مهارات الإقناع.
- تعلم أساليب الإقناع:
إنّ تعلم أساليب الإقناع من الأمور الهامة للإعلامي. ويقصد بأساليب الإقناع إستخدام كافة طرق وأشكال الإتصال للتأثير على المتلقي وحمله على تقبل الرسالة والتفاعل معها.
ومن أهم أساليب الإقناع ما يلي:
* الأسلوب الجدلي: ويطلق عليه أيضاً الأسلوب السببي، وعلى الإعلامي أن يستخدم هذا الأسلوب الذي يعتمد على قوة البراهين والدلائل والحجج المناسبة لطروحاته وأفكاره. وينقسم هذا الأسلوب إلى نوعين:
- النوع الأوّل: من الأسباب إلى النتائج: ويتم إستخدام هذا الأسلوب بهدف إيجاد العلاقة بين الأشياء عن طريق التسليم بأسباب وظروف معيّنة ينتج عنها حدوث نتائج لتلك الظروف أو الأسباب. ويعتبر هذا الأسلوب بمثابة الخلفية التي يؤسس عليها الإعلامي البراهين والحجج التي تساعده في تقوية طرحه، ما يؤثر بشكل جيِّد في مسألة الإقناع.
- النوع الثاني: من النتائج إلى الأسباب: وهنا يقدم الإعلامي النتائج على الأسباب بهدف التأثير على المتلقي قصد إثارة مشاعره نحو القضية الأُم، ودور الإعلامي هنا أن يقدم النتائج أوّلاً ثمّ يدعمها بالأسباب، وهو عكس ما يحدث في النوع الأوّل.
* الأسلوب التجزيئي: ويطلق عليه أحياناً الأسلوب التخصيصي، وسمي بالتجزيئي لأنّ الإعلامي يقوم بطرح القضية أو الفكرة ويركز عليها. وذلك بالإنتقال من حالة العمومية إلى حالة الخصوصية، باعتبار أنّ الجماهير تأخذ الأمور بعمومها وأن ما ينطبق على الأصل ينطبق على الفرع.
* الأسلوب التعميمي: الهدف من إستخدام هذا الأسلوب هو شد إنتباه المتلقي إلى الفكرة المطروحة من قبل الإعلامي، إلا أنّه هذه المرة ينتقل من الخصوصية إلى العمومية، وهذا الأسلوب يعتمد على إستخدام مثال محدد يتم تعميمه فيما بعد كقاعدة عامة.
* الأسلوب المقارن: يعتمد هذا الأسلوب على المقارنة بين فكرتين أو طرحين بهدف تحديد الفرق بينهما، ويكون تحديد الفرق بعد معرفة الأسباب والظروف المحيطة بكل طرح وتحليل السمات والوظائف الخاصة بكل فكرة، ثمّ في النهاية إصدار حكم والوصول إلى النتائج.
* الأسلوب المعياري: وهو بمثابة مقياس يستخدمه الإعلامي لوصف حالة من الحالات المحددة، وبعدها يأتي التعريف بالنتائج بقياسها بحالة أخرى ذات أسباب وظروف مشابهة، وبعد ذلك يأتي إصدار الحكم الذي يعبر عن وجهة نظر الإعلامي والذي يرى أنّه قادر على إقناع الجماهير.
* الأسلوب الدلالي: يقصد بالأسلوب الدلالي الإستشهاد بالأدلة المنطقية والحجج الواقعية والبراهين الموضوعية، بالإعتماد على المصادر الموثوقة والإستشهادات كالأدلة الدينية، والإستشهاد بالحوادث الحقيقية والأمثلة الواقعية أو الإفتراضية، وإستخدام أقوال المشاهير والنجوم والإستدلال بالأدلة الشعرية والنثرية والحكم والأمثال.
ولا ينتهي الأمر عند معرفة أساليب الإقناع فقط بل ينبغي على الإعلامي أن يقوم بعرضها على المتلقي بشكل مشرق ومشوق، ما يجعل الفكرة جماهيرية، ولن تكون كذلك ما لم يتم عرضها على المتلقي بأسلوب سهل وبسيط ومتوافق مع إهتمامات الجماهير.
ومن أساليب عرض الأفكار والطروحات في المجال الإعلامي ما يلي:
- الأسلوب القصصي: يستهدف الإعلامي من إستخدام هذا الأسلوب الإيحاء للمتلقي بالنتيجة التي يود الوصول إليها. ويعتبر الأسلوب القصصي من أهم أساليب العرض، كون المتلقي يستمتع بتتبع تفاصيل القصة وفي نفس الوقت يستفيد من العبرة أو التهديد أو الوعظ أو الإرشاد أو التوعية المتواجدة بين طيات القصة.
- الأسلوب القصصي السردي: يتميّز هذا النوع بمواصفات إضافية وهي إستخدام الفنون القصصية المختلفة كالدراما والحكاية والحبكة والإثارة، كما يتميز بأسلوب تتبع الأحداث بطريقة سردية بهدف إثارة الإنتباه أو التنبيه للسلوكيات التي يود الإعلامي من الجماهير تجنبها.
- الأسلوب المفعم بالإثارة: شد إنتباه المتلقي وإثارة عواطفه وأحاسيسه هي أبرز أهداف هذا الأسلوب، وغالباً ما يزود هذا الأسلوب بطرح الأسئلة والمواضيع المثيرة والجذابة.
- الأسلوب التسلسلي: ويستخدم هذا الأسلوب لتقديم يد العون إلى القارئ لفهم ما يدور حوله من أحداث ويحميه من العشوائية في ترتيب الأفكار. وينقسم إلى: “الأسلوب التسلسلي الزماني، والأسلوب التسلسلي المكاني والأسلوب التسلسلي النوعي، والأسلوب التسلسلي الشريحي، والأسلوب التسلسلي الوصفي، والأسلوب التسلسلي المعتمد على الطرافة، والأسلوب التسلسلي المألوف.
المصدر: كتاب كيف تحقق النجاح في المجال الإعلامي
ومن القصص الأسطورية الشائعة التي تروى في شأن الإقناع أنّ الشمس والرياح تنازعها على إجبار رجل على خلع معطفه، وأرادت كل من الشمس والرياح أن يكسبا الرهان، فحاولت الرياح التأثير على الرجل بالبرد القارس والعواطف وهذا ما زاد الرجل إصراراً وإلحاحاً على إرتداء معطفه وثباته على رأيه، حتى أصاب اليأس الرياح فتوقفت واستسلمت للرجل، ثمّ جاء دور الشمس فسلطت أشعتها القوية على الرجل، ما جعل الرجل يشعر بالحرارة الشيء الذي جعله يخلع معطفه مختاراً راضياً. وهذه القصة نموذج على أنّ الإكراه والإلحاح على أمر ما يجعل المكره يزيد من إصراره وعزيمته ويرفع من شدة مقاومته. وهناك مثال بسيط فإذا أردت إرغام طفل على شيء ليفعله فإنّه يرفض القيام بذلك الأمر. وإذا تركته وشأنه أو أقنعته بأن ذلك أمر مستحسن، قد يقوم به مختاراً راضياً دونما تدخل.
ولذلك فالإكراه والإلحاح يوجب المقاومة، بينما الإقناع والحوار يجعلان الأمر المتنازع عليه أكثر سهولة. والإقناع لغة يتمتع بها الأقوياء. والإعلامي الناجح هو الذي يستطيع إكتساب لغة الإقناع، لأنّه وسيلة من وسائل كسب الإحترام والتقدير من الآخرين.
- ما هو الإقناع؟
الإقناع هو إستخدام المرسل أو الملقي أو الكاتب أو المتحدث للألفاظ أو الإشارات أو الرموز التي بإمكانها إحداث تأثير في تغيير الإتجاه والميول والسلوك. والإقناع عملية فكرية وشكلية يحاول من خلالها المرسل التأثير على المستقبل وإخضاعه ودفعه لقبول رأي أو فكرة معينة. وذلك باستهداف القناعات السابقة بهدف تغييرها كلياً أو جزئياً من خلال دعم الأفكار الجديدة بحقائق ودلائل وبراهين وحجج موضوعية. وفن الإقناع هو فرع من فروع مهارات الإتصال، والإعلامي المتمكن من هذا الفن يصبح قادراً على إجادة فنون الحوار.
وعلى الإعلامي أن يفهم عناصر الإقناع وهي كالتالي:
- المصدر: ينبغي على الإعلامي التأكد من المصدر الذي يستقي منه معلوماته، ويجب أن يتأكد من صحة المعلومات التي يعمل على إقناع جماهيره بها. وينبغي على الإعلامي أن يتحرى المصداقية، بالإضافة إلى إكتسابه القدرة على إستخدام أساليب الإقناع، وأن يجيد التعامل مع الكلمة باستخدام المنطق.
الرسالة: إذا افترضنا أن شخصاً ما أرسل رسالة إلى شخص آخر بأسلوب جيِّد واجتهد في تعزيزها بأفكار جديدة ولكنه لم يكتبها بخط واضح، فبكل تأكيد فإنّ الرسالة لن تؤدي غرضها. ولذلك فيجب على الإعلامي أن يعرض رسالته الإعلامية بوضوح وببساطة بشكل يجعل المتلقي يفهمها بكل بساطة وبدون أي تعقيدات، وينبغي على الإعلامي أن يساعد المتلقي على فهم الرسالة فهماً متماثلاً معززاً رسالته بالبراهين والحجج المقنعة. كما ينبغي الإبتعاد عن الجدل والإستعداء. وإستبعاد المعلومات المشكوك فيها.
- المستقبل: ينبغي على الإعلامي أن يراعي الفروق العمرية والبيئية والإختلافات الثقافية والقومية والمذهبية، وأن يسعى إلى مخاطبة جميع الفئات وأن يدرك أن لكل مقام مقالاً.
ويعتمد نجاح الإقناع على العناصر التالية:
- القدرة على نقل الأفكار والمبادئ والمعلومات بكفاءة وإتقان.
- القدرة على فهم ظروف وأحوال المتلقين وقيمهم وتكوين رسالة تستطيع إقناعهم بشكل ودي ومرضي بالنسبة لهم.
- القدرة على إثارة إهتمام المتلقين، وهو ما يسمى بالجاذبية الشخصية والتي تقوم على ثلاثة أركان وهي حسن الخلق والأناقة والثقافة الجيِّدة.
- القدرة على خلق تفاعل إيجابي في إطار من المصداقية مع المتلقين.
- التمكن من مهارات الإقناع ووسائله من خلال الإبداع في مهارات الإتصال والتفنن في فنون الحوار مع عدم الإخلال بآدابه وأخلاقياته.
والإقناع هو مخاطبة العقول والقلوب في نفس الوقت، وهو فن لا يجيده إلا من امتلك أدواته.
وعلى الإعلامي أن يسعى إلى إمتلاك أدوات فن الإقناع. وأن يستغل الظروف المكانية والزمانية التي يمر بها المجتمع لإقناعهم بالعدول عن سلوك سيِّئ أو إقناعهم بتبني سلوك ما يعود عليه بالخير.
كما ينبغي على الإعلامي أن يخاطب الجماهير وكأنّه يجيبهم عن تساؤلاتهم الملحة، وإجابته تلك تتناسب مع تفكيرهم وتتعامل بشكل سليم مع المبادئ الفكرية التي تربو عليها. والإعلامي الناجح هو الذي يستطيع تطوير مهاراته الإتصالية بإجادة فنون الحوار والمخاطبة وطرق التأثير وأن يوجه إهتمامه إلى تقوية الخير والعلم والثقافة. فالمجتمع يحتاج إلى نصح وإرشاد وتثقيف، وأن يسعى إلى إبتكار وسائل جديدة لإيصال أفكاره إلى أكبر قدر ممكن من الجماهير على إختلاف شرائحهم.
- كيف نقنع الجماهير بفكرة ما؟
هناك طرق متعددة وأساليب متنوعة من الإقناع، وسوف نتحدث عن بعض طرق الإقناع والتي تختلف حسب الظروف المكانية والزمانية. ومن هذه الطرق ما يلي:
- قاعدة المصالح المتوازنة: ويطلق عليها أيضاً (قاعدة التوازن الملحوظ في المصالح)، وتعبر هذه القاعدة عن مفهوم قوي، وهو أنّ الشخص المستهدف بالإقناع إذا ما أحس بأنّ الفكرة المطروحة تحقق توازناً في المصالح بينه وبين الطرف الآخر فإنّه سيوافقه على الفكرة. وهنا ينبغي على الإعلامي (الذي يهدف إلى إقناع المتلقي) أن يعرف وجهة نظر المتلقي في الفكرة المطروحة. وعليه أيضاً أن يعرف مدى إيجابية أو سلبية المتلقي فيما يخص الفكرة المطروحة. وأن يعرف منظومة القيم التي ينتمي إليها المتلقي، والأفكار التي يتبناها. وعليه كذلك أن يعرف مصدر تلك الأفكار وما أسباب تبني المتلقي لها.
- قاعدة تسيير الحوار: يمكن تشبيه فشل الإعلامي في تسيير الحوار بينه وبين المتلقي بتوقف محرك السفينة وسط البحر، فالإعلامي هنا يلعب دور المحرك الذي يقود سفينة الحوار وعليه أن يكون واعياً مدركاً بجدول أعماله في تسيير الحوار، مع المتلقي أو مع ضيفه، وتنظيم الحوار مسؤولية الإعلامي وعليه أن يعد الأولويات في حواره، وأن يستخدم كافة السبل التي تؤدي إلى نجاح قيادته للحوار بشكل سليم.
- قاعدة كسب الحوار: لكي ينجح الإعلامي في كسب الحوار ينبغي عليه أن يلم بمهارات طرح الأسئلة، ومهارات الإصغاء، وأن يكون دائم الإستعداد لتحقيق النجاح.
- قاعدة الدخول في صلب الموضوع: للوقت أهمية كبيرة في عملية الإقناع، وخاصة إذا كان الحوار مع شخصيات بارزة ومرموقة؛ فهؤلاء الأشخاص وقتهم ثمين لا ينبغي على الإعلامي أن يستهلك وقتاً إضافياً معهم، ولذلك فالإعلامي مطالب بالدخول في صلب الموضوع دون مقدمات أو مداخل. وعليه هنا أن يتمتع بالحزم والوضوح.
- قاعدة الإيجابية: كلما كان الحوار جدّياً وإيجابياً كانت فرصة نجاح الإعلامي كبيرة في تحقيق أهداف الحوار، والإعلامي يحتاج هنا إلى قدر من الإيمان بأنّ ما يقوم به سيلاحظه الضيف أو المتلقي، وخاصة في اللقاءات المباشرة وجهاً لوجه؛ ويجب على الإعلامي أن يدرك أن نبرات الصوت وتعابير الوجه واللغة الحركية الجسدية لها أهمية بالغة وهي أكثر إقناعاً من الألفاظ والكلمات.
- كن دائماً على إستعداد للإقناع:
يمكن تشبيه رجل الإعلام برجل الإطفاء، فيجب أن يكون دائماً مستعداً لأي طارئ أو حدث جديد، وأن يكون سريع البديهة، قوي الملاحظة، قادراً على تطبيق قاعدة المصالح المتوازنة، فهذا التوازن يفيد الإعلامي في زيادة الثقة بالنفس وزيادة فرص نجاحه في أداء رسالته. والإعلامي الناجح هو الذي يتمتع بالمرونة ويستخدم عقلية منفتحة، ويركز على المتلقي ويصغي له بفاعلية حتى يستطيع إقناعه. والمرونة والإستعداد للإقناع يجعلان الإعلامي ينجح في تحقيق هدفين هامين هما:
- تغيير أفكار المتلقي القديمة.
- إقناع المتلقي بالأفكار الجديدة.
وتلعب المرونة دوراً هاماً في تغيير الأفكار القديمة وتبني القناعات الجديدة، ودور الإعلامي هنا هو إقناع المتلقي بالعدول على أفكاره القديمة وتبني الأفكار الجديدة، وهناك قصة أسطورية مغربية قديمة، تتحدث عن فتاة مغربية تدعى (الذويبة) معروفة بالدهاء والذكاء الخارق، وكانت فقيرة، وفي إحدى المرات عاقبها والي البلدة وربطها بجذع نخلة، لكنها وبذكائها استطاعت الإفلات من العقاب، فوالدة الوالي لم تكن تعلم أنّ الوالي عاقبها بربطها بالنخلة، وكانت والدة الوالي تعاني من تورم في ظهرها، فبينما كانت والدة الوالي تتنزه في حديقة القصر، سألت (الذويبة) عن سبب ربطها بالنخلة، فأخبرتها (الذويبة) بأنّها كانت تعاني من تورم في ظهرها، وأنّها عندما ربطت بالنخلة اختفى التورم، واستطاعت إقناع والدة الوالي بفك رباطها وأصرت والدة الوالي أن تُربط هي كذلك بالنخلة، وبذلك استطاعت (الذويبة) الإفلات من العقاب، بل ونالت إعجاب الوالي وتزوجها فيما بعد. وهذه القصة تبيّن بأنّ الإنسان قادر على صنع المعجزات إذا استطاع إكتساب مهارات الإقناع.
- تعلم أساليب الإقناع:
إنّ تعلم أساليب الإقناع من الأمور الهامة للإعلامي. ويقصد بأساليب الإقناع إستخدام كافة طرق وأشكال الإتصال للتأثير على المتلقي وحمله على تقبل الرسالة والتفاعل معها.
ومن أهم أساليب الإقناع ما يلي:
* الأسلوب الجدلي: ويطلق عليه أيضاً الأسلوب السببي، وعلى الإعلامي أن يستخدم هذا الأسلوب الذي يعتمد على قوة البراهين والدلائل والحجج المناسبة لطروحاته وأفكاره. وينقسم هذا الأسلوب إلى نوعين:
- النوع الأوّل: من الأسباب إلى النتائج: ويتم إستخدام هذا الأسلوب بهدف إيجاد العلاقة بين الأشياء عن طريق التسليم بأسباب وظروف معيّنة ينتج عنها حدوث نتائج لتلك الظروف أو الأسباب. ويعتبر هذا الأسلوب بمثابة الخلفية التي يؤسس عليها الإعلامي البراهين والحجج التي تساعده في تقوية طرحه، ما يؤثر بشكل جيِّد في مسألة الإقناع.
- النوع الثاني: من النتائج إلى الأسباب: وهنا يقدم الإعلامي النتائج على الأسباب بهدف التأثير على المتلقي قصد إثارة مشاعره نحو القضية الأُم، ودور الإعلامي هنا أن يقدم النتائج أوّلاً ثمّ يدعمها بالأسباب، وهو عكس ما يحدث في النوع الأوّل.
* الأسلوب التجزيئي: ويطلق عليه أحياناً الأسلوب التخصيصي، وسمي بالتجزيئي لأنّ الإعلامي يقوم بطرح القضية أو الفكرة ويركز عليها. وذلك بالإنتقال من حالة العمومية إلى حالة الخصوصية، باعتبار أنّ الجماهير تأخذ الأمور بعمومها وأن ما ينطبق على الأصل ينطبق على الفرع.
* الأسلوب التعميمي: الهدف من إستخدام هذا الأسلوب هو شد إنتباه المتلقي إلى الفكرة المطروحة من قبل الإعلامي، إلا أنّه هذه المرة ينتقل من الخصوصية إلى العمومية، وهذا الأسلوب يعتمد على إستخدام مثال محدد يتم تعميمه فيما بعد كقاعدة عامة.
* الأسلوب المقارن: يعتمد هذا الأسلوب على المقارنة بين فكرتين أو طرحين بهدف تحديد الفرق بينهما، ويكون تحديد الفرق بعد معرفة الأسباب والظروف المحيطة بكل طرح وتحليل السمات والوظائف الخاصة بكل فكرة، ثمّ في النهاية إصدار حكم والوصول إلى النتائج.
* الأسلوب المعياري: وهو بمثابة مقياس يستخدمه الإعلامي لوصف حالة من الحالات المحددة، وبعدها يأتي التعريف بالنتائج بقياسها بحالة أخرى ذات أسباب وظروف مشابهة، وبعد ذلك يأتي إصدار الحكم الذي يعبر عن وجهة نظر الإعلامي والذي يرى أنّه قادر على إقناع الجماهير.
* الأسلوب الدلالي: يقصد بالأسلوب الدلالي الإستشهاد بالأدلة المنطقية والحجج الواقعية والبراهين الموضوعية، بالإعتماد على المصادر الموثوقة والإستشهادات كالأدلة الدينية، والإستشهاد بالحوادث الحقيقية والأمثلة الواقعية أو الإفتراضية، وإستخدام أقوال المشاهير والنجوم والإستدلال بالأدلة الشعرية والنثرية والحكم والأمثال.
ولا ينتهي الأمر عند معرفة أساليب الإقناع فقط بل ينبغي على الإعلامي أن يقوم بعرضها على المتلقي بشكل مشرق ومشوق، ما يجعل الفكرة جماهيرية، ولن تكون كذلك ما لم يتم عرضها على المتلقي بأسلوب سهل وبسيط ومتوافق مع إهتمامات الجماهير.
ومن أساليب عرض الأفكار والطروحات في المجال الإعلامي ما يلي:
- الأسلوب القصصي: يستهدف الإعلامي من إستخدام هذا الأسلوب الإيحاء للمتلقي بالنتيجة التي يود الوصول إليها. ويعتبر الأسلوب القصصي من أهم أساليب العرض، كون المتلقي يستمتع بتتبع تفاصيل القصة وفي نفس الوقت يستفيد من العبرة أو التهديد أو الوعظ أو الإرشاد أو التوعية المتواجدة بين طيات القصة.
- الأسلوب القصصي السردي: يتميّز هذا النوع بمواصفات إضافية وهي إستخدام الفنون القصصية المختلفة كالدراما والحكاية والحبكة والإثارة، كما يتميز بأسلوب تتبع الأحداث بطريقة سردية بهدف إثارة الإنتباه أو التنبيه للسلوكيات التي يود الإعلامي من الجماهير تجنبها.
- الأسلوب المفعم بالإثارة: شد إنتباه المتلقي وإثارة عواطفه وأحاسيسه هي أبرز أهداف هذا الأسلوب، وغالباً ما يزود هذا الأسلوب بطرح الأسئلة والمواضيع المثيرة والجذابة.
- الأسلوب التسلسلي: ويستخدم هذا الأسلوب لتقديم يد العون إلى القارئ لفهم ما يدور حوله من أحداث ويحميه من العشوائية في ترتيب الأفكار. وينقسم إلى: “الأسلوب التسلسلي الزماني، والأسلوب التسلسلي المكاني والأسلوب التسلسلي النوعي، والأسلوب التسلسلي الشريحي، والأسلوب التسلسلي الوصفي، والأسلوب التسلسلي المعتمد على الطرافة، والأسلوب التسلسلي المألوف.
المصدر: كتاب كيف تحقق النجاح في المجال الإعلامي
رأي في الإصلاح
التربوي
في هذه المداخلة سأحاول أن أرتّب بعض
الأفكار و المقترحات التّي تحدثت فيها سابقا مع العديد من الزملاء التربويين
(أساتذة – متفقدين – مديرين - قيمين – إداريين) و في مختلف المستويات الجهوية و
الوطنية ...
كلنا يعلم أن الأسرة التّربوية في تونس تعاني منذ سنوات عديدة مجموعة من المشاكل المستفحلة و الأزمات المتتالية مما جعل العلاقة بين مختلف الأطراف المتدخّلة في الشّأن التربوي تهتز و تسوء و يظهر ذلك جليا في اللاّمبالاة و التسيّب الإداري و الغيابات المتكررة و الرّوتين القاتل و التسلسل الإداري المتهري، و انكسار الرابط المثالي بين المعلم و المتعلم، إلى جانب عزوف التلاميذ في مختلف المستويات عن الدراسة و التّعلم تحصيل العلم و السعي وراء العلوم و الثقافة، و انتشرت الأمّية بمختلف ألوانها و إشكالها، فالكل يعلم أن بعض تلاميذ السابعة أساسي لا يعرف كتابة أسمه بالعربية و بعض تلاميذ البكالوريا لا يمكنه كتابة اسمه بالفرنسية و بعض المتخرجين من الجامعة ومختص في ميدان محدد لا يتقنه. التعليم في تونس انهار منذ أن اتخذ بُعدا كمّيا و عدديا على حساب الجودة.
لقد كان إصلاح التعليم في تونس ضرورة ملحة منذ سنوات و أصبحت هذه المسألة حاليا مسألة حياة أو موت بالنسبة لمجتمعنا المُقبل الطامح للتّطور و الرقي و البناء. و أعتقد أن إصلاح التعليم هو الرهان الثّوري الحقيقي الذي يجب أن يتجند له الجميع (الأسرة التربوية و المجتمع و الدولة التونسية)، من أجل الشّروع فيه و بناءه على أسس صحيحة.
و هنا أود أن أشير إلى بعض النقاط الهامّة كما أراها في إي إصلاح تربوي في تونس ...
1. تحسين و تحديث الوضعية المعنوية و المهنية و الاجتماعية و المادية لكافة رجال و نساء التربية و التعليم.
2. إشراك رجال و نساء التربية و التعليم فعليا في صناعة القرار التربوي، و استشارتهم في كل الإصلاحات و الإجراءات التربوية التي تهم المدرسة التونسية.
3. المحافظة على مكاسب نظامنا التربوي الحالي :
- مجانية التعليم في كل مراحله.
- إجبارية التعليم بين سن السادسة والسادسة عشرة.
4. مراحل التعليم :
- التعليم الأساسي و مدته ست سنوات في المدارس الابتدائية، و ينقسم إلى مرحلتين كل واحدة تدوم ثلاث سنوات و ينتهي بامتحـــــان جهـــــوي إلزامــــي.
- التعليم الإعدادي و مدته ثلاث سنوات في المدارس الإعدادية, و ينتهي بامتحــــان وطنـــي إلزامـــي.
- التعليم الثانوي و مدته ثلاث سنوات تؤمّنها المعاهد الثانويـــة و المعاهد التقنيـــة و المعاهد النموذجيـــة، و ينتهي ببكالوريا وطنـــية.
5. إلغاء المدارس النموذجية و المعاهد النموذجية و المدارس الإعدادية التقنية الحالية.
6. توجيه نصف المتعلمين إلى المعاهد التقنية و ربعهم إلى التكوين المهني و البقية إلى المعاهد الثانوية و النموذجية.
7. إعادة المبيتات للمؤسسات التربوية بالمناطق الريفية و شبه الريفية و إلغاء حافلات ضياع الوقت و تشريد التلاميذ نهائيا.
8. إعادة المؤسسات التربوية النصفية التي تحتضن التلميذ يوما كاملا و توفر له إلى جانب ساعات الدرس كل ما يحتاجه من أكل و شرب و ترفيه.
9. في كل مؤسسة تربوية، ضرورة و جود
- مكتب المشرف الاجتماعي و النفسي.
- مكتب رعاية صحية و عون صحي منتدب مع توفر جميع المستلزمات الأساسية.
- قاعة مختصة: الإعلامية, العلوم, التاريخ و الجغرافيا, الفرنسية، الأنقليزية ...
- مركز للتعلم متعدد الاختصاصات (قاعة المراجعة – قاعة انترنات – قاعة مطالعة – قاعة أنشطة فكرية ...),
- فضاء النوادي الثقافية التي تكون مفتوحة بعد انتهاء الدروس (نظام الحصة الواحدة) و تكون تحت إشراف منشطين مختصين.
- قاعة رياضة متعددة الاختصاصات.
10. إعداد الميثاق التربوي الذي ينظم أدبيا العلاقة بين مختلف الفاعلين التربويين.
11. مراجعة المنظومة التربوية التأديبية و تحيينها على ضوء المتغيرات التكنولوجية، من أجل بناء علاقات تربوية صحية و متوازنة بين المربي و المتعلمين.
12. فتح ملف اللغات العربية و الأجنبية الذي يعتبر من أعقد الإشكاليات التربوية في مدرستنا اليوم.
13. إعادة النظر في ملف التقييم و الامتحانات (الجهوية) الوطنية.
14. مراجعة منظومة التوجيه المدرسي بما يضمن تفاعل المدرسة مع المحيط و المجتمع و سوق الشغل.
15. التخلي عن النظام الثلاثي نهائيا و اعتماد النظام الدراسي السداسي.
16. اعتماد نظام الفترة الواحدة ب 5 حصص تدوم الواحدة 45 دقيقة.
17. اعتماد نظام الأسبوع ب 5 أيام فقط.
18. تغيير في عدد أيام العطل المدرسية و تواترها.
19. تفعيل دور مدارس مهن التربية لتخريج المدرسين و المكوّنين و تطوير البحث في ميادين التربية والتعليم.
20. إلزامية إجتياز امتحان وطني كتابي و شفوي للمدرس للإلتحاق بالتدريس.
21. إلزامية فترة تربص و تكوين نظري و عملي لمدّة لا تقلّ عن سنة للمدرسين الجدد.
22. تفعيّل مراكز التكوين المستمر و تثمين مشاركة المدرس في مختلف الدورات التكوينية بشهائد يقع اعتبارها في الترقيات المهنية.
23. تكريم المدرس (ين) المتميز في كل سنة دراسية على نطاق جهوي و وطني.
24. اشراك المدرس في اختيار البرامج و الطرق البيداغوجية لأنه لا يمكــن أن يطالب بالإنتاج و التميز البيداغــوجــي من خــلال برنامج لا يقنعه.
25. إعتبار مهنة التعليم من المهن الشاقة و لذلك يحال المربي على التقاعد عند سن 55 مهما كانت أقدميّته في التعليم.
26. تطبيق البيداغوجيا البنائية و بيداغوجيا المشروع في كل المستويات التعليمية.
27. تعليم مواد اختيارية جديدة كالسياقة و الوقاية و البستنة و الطبخ و تربية الصغار و غيرها.
28. تدريس العلوم الجديدة باللغة الأنقليزية و أولها الإعلامية.
29. تحديد عدد التلاميذ في كل قسم ب 20 تلميذا و في كل مستويات مراحل التعليم.
30. إلزامية العمل بالامتحانات الجهوية و الوطنية مع كل نهاية مرحلة تعليمية.
31. إرتقاء التلميذ من مستوى الى آخر بمعدل سنوي يساوي أو يفوق 10 على 20 دون إسعاف، و دون احتساب و 25 بالمائة في البكالوريا.
32. إلغاء الأسبوع المغلق و ترك الحرية للمدرس يبرمج امتحاناته.
33. انشاء و تفعيل المجلس البيداغوجي في المؤسسة التربوية.
34. تجريم الدروس الخصوصية.
35. إعتماد التكنولوجيا الحديثة في كل مفاصل وزارة التربية و مؤسساتها.
كلنا يعلم أن الأسرة التّربوية في تونس تعاني منذ سنوات عديدة مجموعة من المشاكل المستفحلة و الأزمات المتتالية مما جعل العلاقة بين مختلف الأطراف المتدخّلة في الشّأن التربوي تهتز و تسوء و يظهر ذلك جليا في اللاّمبالاة و التسيّب الإداري و الغيابات المتكررة و الرّوتين القاتل و التسلسل الإداري المتهري، و انكسار الرابط المثالي بين المعلم و المتعلم، إلى جانب عزوف التلاميذ في مختلف المستويات عن الدراسة و التّعلم تحصيل العلم و السعي وراء العلوم و الثقافة، و انتشرت الأمّية بمختلف ألوانها و إشكالها، فالكل يعلم أن بعض تلاميذ السابعة أساسي لا يعرف كتابة أسمه بالعربية و بعض تلاميذ البكالوريا لا يمكنه كتابة اسمه بالفرنسية و بعض المتخرجين من الجامعة ومختص في ميدان محدد لا يتقنه. التعليم في تونس انهار منذ أن اتخذ بُعدا كمّيا و عدديا على حساب الجودة.
لقد كان إصلاح التعليم في تونس ضرورة ملحة منذ سنوات و أصبحت هذه المسألة حاليا مسألة حياة أو موت بالنسبة لمجتمعنا المُقبل الطامح للتّطور و الرقي و البناء. و أعتقد أن إصلاح التعليم هو الرهان الثّوري الحقيقي الذي يجب أن يتجند له الجميع (الأسرة التربوية و المجتمع و الدولة التونسية)، من أجل الشّروع فيه و بناءه على أسس صحيحة.
و هنا أود أن أشير إلى بعض النقاط الهامّة كما أراها في إي إصلاح تربوي في تونس ...
1. تحسين و تحديث الوضعية المعنوية و المهنية و الاجتماعية و المادية لكافة رجال و نساء التربية و التعليم.
2. إشراك رجال و نساء التربية و التعليم فعليا في صناعة القرار التربوي، و استشارتهم في كل الإصلاحات و الإجراءات التربوية التي تهم المدرسة التونسية.
3. المحافظة على مكاسب نظامنا التربوي الحالي :
- مجانية التعليم في كل مراحله.
- إجبارية التعليم بين سن السادسة والسادسة عشرة.
4. مراحل التعليم :
- التعليم الأساسي و مدته ست سنوات في المدارس الابتدائية، و ينقسم إلى مرحلتين كل واحدة تدوم ثلاث سنوات و ينتهي بامتحـــــان جهـــــوي إلزامــــي.
- التعليم الإعدادي و مدته ثلاث سنوات في المدارس الإعدادية, و ينتهي بامتحــــان وطنـــي إلزامـــي.
- التعليم الثانوي و مدته ثلاث سنوات تؤمّنها المعاهد الثانويـــة و المعاهد التقنيـــة و المعاهد النموذجيـــة، و ينتهي ببكالوريا وطنـــية.
5. إلغاء المدارس النموذجية و المعاهد النموذجية و المدارس الإعدادية التقنية الحالية.
6. توجيه نصف المتعلمين إلى المعاهد التقنية و ربعهم إلى التكوين المهني و البقية إلى المعاهد الثانوية و النموذجية.
7. إعادة المبيتات للمؤسسات التربوية بالمناطق الريفية و شبه الريفية و إلغاء حافلات ضياع الوقت و تشريد التلاميذ نهائيا.
8. إعادة المؤسسات التربوية النصفية التي تحتضن التلميذ يوما كاملا و توفر له إلى جانب ساعات الدرس كل ما يحتاجه من أكل و شرب و ترفيه.
9. في كل مؤسسة تربوية، ضرورة و جود
- مكتب المشرف الاجتماعي و النفسي.
- مكتب رعاية صحية و عون صحي منتدب مع توفر جميع المستلزمات الأساسية.
- قاعة مختصة: الإعلامية, العلوم, التاريخ و الجغرافيا, الفرنسية، الأنقليزية ...
- مركز للتعلم متعدد الاختصاصات (قاعة المراجعة – قاعة انترنات – قاعة مطالعة – قاعة أنشطة فكرية ...),
- فضاء النوادي الثقافية التي تكون مفتوحة بعد انتهاء الدروس (نظام الحصة الواحدة) و تكون تحت إشراف منشطين مختصين.
- قاعة رياضة متعددة الاختصاصات.
10. إعداد الميثاق التربوي الذي ينظم أدبيا العلاقة بين مختلف الفاعلين التربويين.
11. مراجعة المنظومة التربوية التأديبية و تحيينها على ضوء المتغيرات التكنولوجية، من أجل بناء علاقات تربوية صحية و متوازنة بين المربي و المتعلمين.
12. فتح ملف اللغات العربية و الأجنبية الذي يعتبر من أعقد الإشكاليات التربوية في مدرستنا اليوم.
13. إعادة النظر في ملف التقييم و الامتحانات (الجهوية) الوطنية.
14. مراجعة منظومة التوجيه المدرسي بما يضمن تفاعل المدرسة مع المحيط و المجتمع و سوق الشغل.
15. التخلي عن النظام الثلاثي نهائيا و اعتماد النظام الدراسي السداسي.
16. اعتماد نظام الفترة الواحدة ب 5 حصص تدوم الواحدة 45 دقيقة.
17. اعتماد نظام الأسبوع ب 5 أيام فقط.
18. تغيير في عدد أيام العطل المدرسية و تواترها.
19. تفعيل دور مدارس مهن التربية لتخريج المدرسين و المكوّنين و تطوير البحث في ميادين التربية والتعليم.
20. إلزامية إجتياز امتحان وطني كتابي و شفوي للمدرس للإلتحاق بالتدريس.
21. إلزامية فترة تربص و تكوين نظري و عملي لمدّة لا تقلّ عن سنة للمدرسين الجدد.
22. تفعيّل مراكز التكوين المستمر و تثمين مشاركة المدرس في مختلف الدورات التكوينية بشهائد يقع اعتبارها في الترقيات المهنية.
23. تكريم المدرس (ين) المتميز في كل سنة دراسية على نطاق جهوي و وطني.
24. اشراك المدرس في اختيار البرامج و الطرق البيداغوجية لأنه لا يمكــن أن يطالب بالإنتاج و التميز البيداغــوجــي من خــلال برنامج لا يقنعه.
25. إعتبار مهنة التعليم من المهن الشاقة و لذلك يحال المربي على التقاعد عند سن 55 مهما كانت أقدميّته في التعليم.
26. تطبيق البيداغوجيا البنائية و بيداغوجيا المشروع في كل المستويات التعليمية.
27. تعليم مواد اختيارية جديدة كالسياقة و الوقاية و البستنة و الطبخ و تربية الصغار و غيرها.
28. تدريس العلوم الجديدة باللغة الأنقليزية و أولها الإعلامية.
29. تحديد عدد التلاميذ في كل قسم ب 20 تلميذا و في كل مستويات مراحل التعليم.
30. إلزامية العمل بالامتحانات الجهوية و الوطنية مع كل نهاية مرحلة تعليمية.
31. إرتقاء التلميذ من مستوى الى آخر بمعدل سنوي يساوي أو يفوق 10 على 20 دون إسعاف، و دون احتساب و 25 بالمائة في البكالوريا.
32. إلغاء الأسبوع المغلق و ترك الحرية للمدرس يبرمج امتحاناته.
33. انشاء و تفعيل المجلس البيداغوجي في المؤسسة التربوية.
34. تجريم الدروس الخصوصية.
35. إعتماد التكنولوجيا الحديثة في كل مفاصل وزارة التربية و مؤسساتها.
خـــــالد كشبــــــــــوري
على هامش اليوم الأوّل لندوة
المدخل لإصلاح التعليم في تونس
وقد كانت الأدلجة حاكمة على إصلاح الشرفي الذي تمّ تقليص مادة التربية الإسلامية وإفراغها من محتواها وتعويضها بالتربية المدنية التي قام بها أساتذة متخرجون من كلية الحقوق كما راجع مادة التاريخ بما يوافق ما أسماه “إعادة قراءة التاريخ العربي والإسلامي وكان أهم ما قام به أيضا إغلاق مدارس الترشيح واعتماد مناظرة “الكاباس” الذي يعتبر معرّة في تاريخ التعليم في تونس.وهذا ما بسطه الدكتور علي الزيدي.
أما عن مشكلة المنهج ومعضلة الإيديولوجيا فقد ركز المحاضر الدكتور محسن بن عامرعلى أهمية المدخل للإصلاح الذي يبسط حزمة من القيم والمسلمات التي تجيب عن سؤال ماذا نصلح؟وذلك لتحقيق الركائز الأساسية للتعليم والتي لايقوم عليها إلا الخبراء التونسيون العارفون بعناصر الإصلاح وبالفضاء التربوي الذي يبسطون فيه أفكارهم.
وهذا المدخل للإصلاح يختلف عن منهج الإصلاح الذي عليه الإجابة عن سؤال :كيف نصلح؟ والذي يمسح الجانب الفني في التعليم .
وأما في المستوى الإيديولوجي فلابد من الوقوف على بعض المسلمات التي وردت في وثيقة أعدّها الدكتور محمد بن فاطمة بعنوان إشكالية المداخل في الإصلاح التربوي أهمها:
* ما يجري في تونس مماثل لما يجري في أصقاع الدنياوعملية التعليم والتربية خاضعة لنفس المنوال الذي تخضع له المنظومة التربوية في أي بلد كان غير أن المجال التونسي له خصوصيته فلا يمكن لخارطة معدّة في فيلندا أن نسير بها في تونس
* المنظومة التربوية التي تعمل على مبدإ “الجودة” هي منظومة عالميّة ولكن ما يقترح في فيلندا أوكندا لايمكن أن ينسحب على الفضاء التربوي التونسي فكيف نستورد نظاما خاصّا ببلاد معيّنة ليس بالضرورة أن ينجح في تونس فلا للنظم المعلّبة.
* إصلاح المنظومة التربوية لا يتبدّل نوعيا رغم قيام الثورة في تونس، ولكن العكس هو الصحيح لأن محاولات الإصلاح التي تمت كانت تحت إكراهات السياسة والمراقبة الأمنية وانه على الذين أقدموا على تقديم ورقات في هذا الإتجاه أن يدلوا بدلوهم في ظل الحرية فكرية التي انداحت بعد الثورة.
ويبقى السؤال المطروح هل هو تأسيس أم إصلاح في مستوى المنظومة التربوية؟ ولكننا أمام وضع منهجي صعب فمن جهة فإن الداعين للإصلاح يخافون من أن معنى التأسيس قد يفيد الهدم وسيؤدي إلى الفراغ ،وإن الداعين للتأسيس يخشون عودة المنظومة القديمة وما ستجلبه من سلبيات.
أمام هذين النموذجين المتصارعين فإن عملية الهدم والبناء تتمّ معا في الذهن فمقولة الهدم ليست في محلّها.
وحول كل هذا وذاك لابد من الوقوف على جملة الإستنتاجات منها:
* لابد من توافق موضوعي ينطلق من معطيات علمية: أن لا وجود لنموذج كوني واحد في التعليم وإنما هناك نماذج مختلفة باختلاف الأمصار والبلدان.
* النموذج الناجح هو الذي ينبع من بيئته.
* النموذج الجيّد هو الذي يقوم به المهندس الجيّد.
* أن يتولى أمره أخيارهم وليس كل من دب وهبّ.
* العمليّة التربويّة ليست عملية ميكانيكية نستوردها من أيّ مكان وإنما هي عمليّة حية وتفاعلية مع بيئتها.
من خلا ل هذه المداخلتين في اليوم الأول للندوة فإنه يحق لنا الإشارة إلى ملحوظات في شكل برقي آملين التعمق فيها في دراسة مفصّلة:
* إن عنوان الندوة يستهدف يؤكد على أهميّة البدء بالعقول وبذلك تتم عملية إصلاح واضحة المعالم والمسارات والأهداف والوسائل حيث أن المعيار في المراهنة عندنا ليس التصنيف العالمي في التعليم؛ بل المعيار هو التصنيف العالمي للعقول المبدعة والمنتجة والعقل التونسي لا يقل عن أي عقل آخر هندي أو ماليزي أوباكستاني قدرة وإمكانيات.
* لايتم هذا الإبداع إلا إذا توفرت قيمة الحرية التي انداحت بعد الثورة والتي لابد من معرفة بكيفية استثمارها زمنا ومكانا.
* إعتبار العقل هوالمعادلة الأصعب في بناء كل صناعة حضارية، ولعله أكبر حتى من البترول!
* من خلال هذه الندوة هناك إصرارعلى حتمية الإصلاح التربوي والتأسيس لمدرسة مبنية على ثقافة تدفع بالإنسان إلى أن يتفاعل معها بشكل إيجابي فالمباني التعليمية والإعتناء بالمعلمين وكفاءاتهم والتجهيزات على أهميتها لا تفي بالغرض إلا إذا عملنا على إرساء ثقافة تبني على التفكير الحر وتحارب البيروقراطية والنمطيّة والتباطؤ.
ويبقى الأمل معقودا على الفاعلين التربويين من مجتمع مدني ومؤسسات رسمية وقيادات سياسية لتتكاتف الجهود للخروج بجواب تشاركي والذي يعتبر المدخل الضروري الذي لابد منه لأنه يعتمد على الحوار والتعاون ويستبعد التحكمية في أخذ القرار في مثل هذا القطاع الحيوي والخطير.
وأخيرا يبقى السؤال المطروح أي مدخل نعتمد للإصلاح التربوي؟هل مدخل تأسيسي أم هوإصلاحي تراكمي بسلبياته وإيجابياته؟