الأحد، 30 ديسمبر 2012
الخميس، 27 ديسمبر 2012
الأربعاء، 19 ديسمبر 2012
الأربعاء، 12 ديسمبر 2012
اتفاق الزيادة في أجور عمال وأجراء القطاع الخاص وأعوان وإطارات القطاع العام
محضر اتفاق
يتعلق بالزيادة العامة في الأجور بالمؤسسات والمنشآت العمومية
بعنوان سنة 2012
في إطار العمل على تكريس سياسة الحوار ومبدإ التفاوض بين الأطراف الاجتماعية، التأمت بقصر الحكومة بالقصبة جلسة عمل بإشراف السيد حمادي الجبالي رئيس الحكومة ضمت عددا من أعضاء الحكومة ومن أعضاء المكتب التنفيذي للاتحاد العام التونسي للشغل يتقدمهم الأمين العام السيد حسين العباسي حول المفاوضات الاجتماعية في قطاع المؤسسات والمنشآت العمومية.وحرصا على مواصلة تحسين الأوضاع المادية للأعوان العموميين من جهة وأخذا بعين الاعتبار متطلبات المرحلة القادمة والظروف الاقتصادية التي تمر بها البلاد وتجسيما للاتفاق الاطاري الممضى بتاريخ 15 أوت 2012 من جهة أخرى.
تم الاتفاق على ما يلي:
1ـ تسند لفائدة أعوان المؤسسات العمومية التي لا تكتسي صبغة إدارية والمنشآت العمومية والتي لا تخضع إلى زيادات الوظيفة العمومية أو الاتفاقيات المشتركة زيادة في الأجور بعنوان سنة 2012.
2ـ حددت الزيادة المشار إليها أعلاه كما يلي:
أ ـ المؤسسات والمنشآت العمومية الواردة بالقائمة عدد 1 الملحقة لهذا الاتفاق زيادة في الأجور بنفس مقدار الزيادة (بالدينار) المسندة بعنوان سنة 2011.
ب ـ المؤسسات والمنشآت العمومية الواردة بالقائمة عدد 2 الملحقة لهذا الاتفاق: زيادة في الأجور تساوي نسبة الزيادة المسندة بعنوان سنة 2011 زائد 0.25٪ تحتسب على أساس كتلة أجور سنة 2011.
ج ـ المؤسسات والمنشآت العمومية الواردة بالقائمة عدد 3 الملحقة لهذا الاتفاق: زيادة في الأجور تساوي نسبة الزيادة المسندة بعنوان سنة 2011 زائد 0.75٪ تحتسب علىأساس كتلة أجور سنة 2011.
3 ـ لا يمكن في جميع الحالات أن يقل معدل مقدار الزيادة بالدينار المعدل المسند في إطار المفاوضات الاجتماعية بعنوان سنة 2011.
4 ـ تدخل الزيادات المشار إليها أعلاه حيز التنفيذ سنة 2012 في نفس الشهر الذي انطلقت منه زيادة سنة 2011.
5 ـ لا يمكن خلال سنة من تاريخ انطلاق مفعول الزيادات التفاوض حول أي اجراء له انعكاس مالي مهما كان نوعه.
قائمة عدد 1
(نفس معدل زيادة برنامج 2011 بالدينار)الديوان التونسي للتجارةالديوان الوطني للارسال الاذاعي والتلفزيالديوان الوطني للزيتالشركة التونسية للسكرالشركة التونسية للكهرباء والغازالشركة الجديدة للنقل بقرقنةالشركة الوطنية لاستغلال وتوزيع المياهالوكالة الفنية للنقل البريديوان الحبوبشركة الخطوط التونسيةشركة الفولاذشركة النقل بالأنابيب بالصحراءشركة فسفاط قفصةمركز الإعلامية لوزارة الصحة العموميةوكالة إحياء التراث والتنمية الثقافيةديوان المياه المعدنية والاستشفاء بالمياه
قائمة عدد 2
(نسبة زيادة برنامج 2011 + 0.25٪)الديوان الوطني للبريدالشركة الوطنية لعجين الحلفاء والورقالشركة التونسية لأسواق الجملةالشركة التونسية للتنقيبالشركة التونسية للشحن والترصيفالشركة الفرنسية التونسية للنفطالشركة الوطنية لتوزيع البترولالمؤسسة التونسية للأنشطة البتروليةالمجمع الكيميائي التونسيالمخبر المركزي للتحاليل والتجاربالمركز الوطني البيداغوجيالمركز الوطني للاعلاميةالمركز الوطني للدراسات الفلاحيةالمندوبية العامة للتنمية الجهويةالهيئة الوطنية للاتصالاتالوكالة التونسية للتضامنالوكالة التونسية للتعاون الفنيالوكالة العقارية السياحيةالوكالة العقارية الصناعيةالوكالة الوطنية للتحكم في الطاقةالوكالة الوطنية للتصرف في النفاياتديوان الطيران المدني والمطاراتديوان تنمية الجنوبديوان تنمية الشمال الغربيديوان تنمية الوسط الغربي
قائمة عدد 2
(نسبة زيادة برنامج 2011 + 0.25٪)ديوان مساكن أعوان وزارة التربيةشركات النقل البري للمسافرينشركة اتصالات تونسشركة جبل الجريصةمركز الإعلامية لوزارة الماليةوكالة النهوض بالاستثمار الخارجيوكالة النهوض بالصناعةوكالة النهوض بالاستثمارات الفلاحية
قائمة عدد 3
(نسبة زيادة برنامج 2011 + 0.75٪)الديوان الوطني التونسي للسياحةالديوان الوطني للأسرة والعمران البشريالديوان الوطني للتطهيرالديوان الوطني للصناعات التقليديةالديوان الوطني للمناجمالشركة الايطالية التونسية لاستغلال النفطالشركة التونسية لصناعات التكريرالشركة التونسية لصناعة الاطارات المطاطيةالشركة التونسية للصناعات الصيدليةالشركة التونسية للملاحة (أعوان البر)الشركة التونسية للملاحة (أعوان الملاحة)الشركة التونسية لمواد التزييتالشركة الوطنية العقارية للبلاد التونسيةالشركة الوطنية العقارية للبلاد التونسية للجنوبالشركة الوطنية العقارية للبلاد التونسية للشمالالشركة الوطنية العقارية للبلاد التونسية للوسطالشركة الوطنية للسكك الحديدية التونسيةالصيدلية المركزية للبلاد التونسيةالمجلس الوطني للاعتمادالمراكز الفنية للصناعةالمركز الوطني لتكوين المكونين وهندسة التكوين (1)المركز الوطني للتكوين المستمر والترقية المهنيةالمطبعة الرسمية للجمهورية التونسيةالمعهد التونسي للقدرة التنافسية والدراسات الكميةالمعهد الوطني للمواصفات والملكية الصناعيةالوكالة التونسية للأنترناتالوكالة التونسية للتشغيل والعمل المستقل
قائمة عدد 3
(نسبة زيادة برنامج 2011 + 0.75٪)مؤسسة الاذاعة التونسيةمؤسسة التلفزة التونسيةمركز الاعلام والتكوين والتوثيق والدراسات في تكنولوجيا المواصلاتمركز الدراسات والبحوث للاتصالاتمركز النهوض بالصادراتوكالة التهذيب والتجديد العمرانيوكالة تونس إفريقيا للأنباءوكالة حماية وتهيئة الشريط الساحلي
ــــــــــــــ
(1) نفس زيادات المركز الوطني للتكوين المستمر والترقية المهنية(2) نفس زيادات الديوان الوطني للسياحة(3) نفس زيادات صناديق الضمان الاجتماعي
الخميس، 6 ديسمبر 2012
الأحد، 2 ديسمبر 2012
السبت، 1 ديسمبر 2012
الجمعة، 30 نوفمبر 2012
الاثنين، 26 نوفمبر 2012
حتى لا تتكرر تسريبات 2012..
احتياطات خاصة بمراكز الإيداع لتشديد الحراسة على اختبارات البكالوريا
تظل حادثة تسريب بعض مواضيع امتحان بكالوريا السنة الماضية في البال رغم طي صفحة هذه الدورة والشروع منذ مطلع الموسم الدراسي الجاري في الترتيب والإعداد للنسخة الجديدة لهذا الامتحان.
هذا التوجه أكده لـ"الصباح" عبد الحفيظ عبيدي مدير عام إدارة الامتحانات بوزارة التربية الذي توقف في استعراضه لأبرز الإجراءات الاحتياطية التي يجري العمل على تكريسها لضمان أوفر ظروف السلامة والحماية للامتحانات والسير العادي للدورة القادمة على إحكام تهيئة مختلف المراكز والتركيز على الجوانب التنظيمية والمادية بها وفق معايير وخصوصيات كل صنف منها.
وشدد عبيدي في هذا الصدد وبصفة خاصة على مراكز الإيداع التي انطلق التسريب السنة الماضية من إحداها (بن عروس) كاشفا عن بعض الخطط المبرمجة ومنها حسن اختيار مكان تواجدها، وتمّ في الغرض إشعار المندوبين الجهويين للتربية بمراعاة هذا الجانب في اختيار موقع مركز الإيداع. وستنظم زيارات ميدانية لمختلف الولايات في غضون شهر جانفي لمعاينة مدى احترامها للمواصفات الفنية المطلوبة.
وسيتم التركيز كذلك على حسن اختيار المشرفين على هذه المراكز، وفق مصدرنا الذي صرح أن مفتاح مركز الإيداع يتعين أن يكون في حوزة المندوب الجهوي دون سواه. كما ستتخذ الحراسة الأمنية لمكاتب الإيداع تنظيما وتوزيعا مغايرا للمعتاد بما يضمن حماية محكمة.
احتساب 25 بالمائة
حول مآل المقترح الذي تقدمت به لجنة الامتحانات الوطنية بالوزارة إلى الحكومة ضمن تقريرها العام والداعي إلى التخلي عن العمل بنسبة 25 بالمائة من المعدل السنوي عند احتساب معدل البكالوريا مع توخي المرحلية في تنفيذه، يبدو أن تواصل العمل بالنظام الحالي هذه السنة أمر بديهي وبالتالي لن يلغى إجراء 25 بالمائة لعدم صدور أيّ قرار حكومي مخالف.
وباعتبار أن الثلاثي الأول من السنة الدراسة أشرف على النهاية فإنه لم يعد لهكذا قرار معنى بعد أن شرع تلاميذ البكالوريا في اجتياز امتحاناتهم ولم يصدر أيّ منشور حول المسألة.
"الباك سبور"
من المظاهر المزعجة التي اقترنت بامتحان التربية البدنية منذ سنوات تلك الأجواء الاحتفالية الصاخبة التي تأتيها مجموعات من التلاميذ خارج محيط المعهد وتصل بالبعض إلى حدّ الخروج في جولات استعراضية باستعمال سيارات أوليائهم لتنتهي ببعضهم إلى فقدان حياتهم على الطريق.
حول الإجراءات التي تعتزم وزارة التربية اتخاذها للتصدي لمثل هذه المظاهر الاحتفالية التي لا تحمد عقباها أورد مدير عام الامتحانات أنه على المستوى التنظيمي للاختبار لا وجود لتغيير يذكر من حيث مواعيد الامتحان ومكان إجرائه. ويتم عادة بالملاعب داخل المعاهد الثانوية المهيأة، وفي حال تعذر ذلك يقع اجتيازه بالملاعب الرياضية بالجهة.
أما على مستوى الاحتياطات لتفادي وقوع الحوادث الأليمة فإن الأمر يقتصر على تكثيف جهود التحسيس والتوعية للتلاميذ وكذلك الأولياء بالمناطق المعروفة بمثل هذه المظاهر والمنتمين لأوساط عائلية مترفة وإقناعهم بالتخلي عن هذه السلوكيات وإرجاء الاحتفال (إذا كان لابد من ذلك) إلى ما بعد الانتهاء من الامتحانات الكتابية بأشكال تتجنـّب مشاهد مواكب السيارات التي تجوب الشوارع في انفلات واضح واستهتار بقواعد السياقة.
ارتفاع لافت في عدد المترشحين
ينتظر أن تسجل الدورة الجديدة للبكالوريا ارتفاعا بارزا في عدد المترشحين يزيد عن 140 ألف تلميذ مقابل 129 ألف السنة الماضية. ويعود هذا الارتفاع إلى تراجع نسبة النجاح العامة المسجلة في امتحان بكالوريا 2012 (أقل من 50 بالمائة). وعلى هذا الأساس يتوقع الترفيع في عدد مراكز الامتحان الكتابي. مع الإبقاء على نفس عدد مراكز الإيداع والتجميع.
وحول مدى صحة ما يتردد من ترفيع في قيمة طابع التسجيل للبكالوريا هذه السنة، نفى مدير الامتحانات ذلك مشيرا إلى أنه حافظ على نفس معلوم السنة الماضية البالغ 22 دينارا.
مقاومة الغش
للتصدي إلى عمليات الغش في البكالوريا عبر استخدام وسائل الاتصال الحديثة والتي تطورت أشكال استعمالها بشكل لافت خلال الدورة الأخيرة باستخدام نظارات خاصة وساعات يدوية متطورة ضبط أصحابها بصدد الغش، تعتزم وزارة التربية تجهيز مراكز الامتحان الكتابي بآلات تشويش على الهواتف المحمولة وغيرها من أجهزة الاتصال الحديثة. علما أن حالات الغش التي تم رصدها السنة الماضية والتي تجاوزت 500 عملية 80 بالمائة منها تمت عبر استخدام هذه الآلات رغم أنه يمنع إدخالها إلى قاعة الامتحان.
"النوفيام" للجميع
بالنسبة لامتحان ختم التعليم الأساسي "النوفيام" يتعين بداية من هذه السنة على تلاميذ المدارس الإعدادية النموذجية اجتيازه للارتقاء إلى المعاهد النموذجية الثانوية على غرار تلاميذ النظام التعليمي العام أو التقني. ويعتبر الإجراء وفق بيانات مصدرنا التربوي تفعيلا آليا للالتزام الذي أمضى عليه الأولياء عند التحاق منظوريهم بالسنة السابعة بالمدارس الاعدادية النموذجية والذي شرع العمل به منذ ثلاث سنوات.
للتذكير فإن قرار إلغاء العمل بالارتقاء الآلي للثانويات النموذجية لكل تلميذ يعادل أو يفوق معدله السنوي 15 من عشرين بالتاسعة أساسي نموذجي والذي حاولت وزارة التربية فرضه قبل سنتين من الثورة واجهه الأولياء والتلاميذ بالرفض لمخالفته الضوابط المنظمة لدراسة النخبة التلمذية حسب تفسيراتهم حينها، حيث لم يقع التنصيص على الاجتياز الوجوبي للمناظرة عند التحاق أبنائهم بالسنة السابعة نموذجي.
منية اليوسفي
جريدة الصباح
الخميس، 22 نوفمبر 2012
الأربعاء، 21 نوفمبر 2012
الثلاثاء، 20 نوفمبر 2012
الاثنين، 19 نوفمبر 2012
الجمعة، 16 نوفمبر 2012
الأربعاء، 14 نوفمبر 2012
في ندوة صحفية للنقابة العامة للتعليم الثانوي: لسعد اليعقوبي يؤكد أن الأساتذة لم يعد لهم أمل في وزارتي التربية والرياضة
نظمت النقابة العامة للتعليم الثانوي صباح اليوم ندوة صحفية حول الإضراب الذي ستنفذه يوم 22 نوفمبر القادم احتجاجا على عدم تطبيق الاتفاقات.
وأكد الأخ لسعد اليعقوبي الكاتب العام للنقابة العامة أنه لم يعد لهم أمل في وزارتي التربية والشباب والرياضة سواء في تطبيق الاتفاقات والالتزام بها وفي إيقاف الاعتداءات ضد المدرسين وحماية الإطار التربوي والتلاميذ من العنف والمخدرات.
كما نبه من انهيار المؤسسة العمومية التربوية من أجل التوجه نحو بدائل أخرى على غرار التعليم الخاص وستمنح تشجيعات لفائدة الخواص وفتح مدارس لتدريس مضامين خطيرة.
وأكد لسعد اليعقوبي أن قضية حاتم الفقيه هي مظلمة في شخصه ولا علاقة له بالتسريبات بل كانت قضية ملفقة وكان من الأجدى محاسبة المسوولين بوزارة التربية والغريب أن سلطة الاشراف دفعت البعض إلى تقديم استقالاتهم وحمايتهم من المحاسبة كما كشف أن حاتم الفقيه موقوف دون تحقيق ودون محاكمة وقد طالبت النقابة العامة بمحاكمة عادلة لحاتم الفقيه.
وأوضح الأخ سامي الطاهري الأمين العام المساعد المسؤول عن قسم الاعلام أن قطاع التعليم الثانوي ليس وليد اليوم وكانت له نضالات تاريخية في كافة العهود كما دعا الطاهرب إلى مقاومة المخدرات أمام المعاهد الثانوية دون رقيب.
الثلاثاء، 13 نوفمبر 2012
الأحد، 11 نوفمبر 2012
الجمعة، 9 نوفمبر 2012
فن وأساليب الاقناع .. كيف تكون مقنعاً ؟
الكاتب :ابراهيم النجار
لكي يصل أي انسان وخصوصاً الإعلامي بفكرته إلى المتلقي يجب أن يصيغ رسالته بأسلوب يشرحها ويسهلها، ويجعلها مشوقة ما يجعل المستقبل يقبل عليها وينجذب إليها؛ وحسن الأسلوب يجعل المتلقي يقتنع بالفكرة حتى لو كانت غير عادلة أو تعبر عن وجهة نظر غير صحيحة. ولطرح أي فكرة في وجه المتلقي ينبغي على الإعلامي أن يدعمها بالحجج والدلائل والبراهين التي تؤكد للمتلقي صحتها وواقعيتها وموضوعيتها. لذلك فإنّ للأسلوب أهمية بالغة في وسائل الإعلام، فالأسلوب هو الذي يوصل المعنى إلى المتلقي. ويجب على الإعلامي أن يستخدم الأساليب البسيطة والعبارات المتداولة ويتجنب العبارات المعقدة والأساليب الملتوية، لأنّه يخاطب أنواعاً مختلفة من المتلقين.
ومن القصص الأسطورية الشائعة التي تروى في شأن الإقناع أنّ الشمس والرياح تنازعها على إجبار رجل على خلع معطفه، وأرادت كل من الشمس والرياح أن يكسبا الرهان، فحاولت الرياح التأثير على الرجل بالبرد القارس والعواطف وهذا ما زاد الرجل إصراراً وإلحاحاً على إرتداء معطفه وثباته على رأيه، حتى أصاب اليأس الرياح فتوقفت واستسلمت للرجل، ثمّ جاء دور الشمس فسلطت أشعتها القوية على الرجل، ما جعل الرجل يشعر بالحرارة الشيء الذي جعله يخلع معطفه مختاراً راضياً. وهذه القصة نموذج على أنّ الإكراه والإلحاح على أمر ما يجعل المكره يزيد من إصراره وعزيمته ويرفع من شدة مقاومته. وهناك مثال بسيط فإذا أردت إرغام طفل على شيء ليفعله فإنّه يرفض القيام بذلك الأمر. وإذا تركته وشأنه أو أقنعته بأن ذلك أمر مستحسن، قد يقوم به مختاراً راضياً دونما تدخل.
ولذلك فالإكراه والإلحاح يوجب المقاومة، بينما الإقناع والحوار يجعلان الأمر المتنازع عليه أكثر سهولة. والإقناع لغة يتمتع بها الأقوياء. والإعلامي الناجح هو الذي يستطيع إكتساب لغة الإقناع، لأنّه وسيلة من وسائل كسب الإحترام والتقدير من الآخرين.
- ما هو الإقناع؟
الإقناع هو إستخدام المرسل أو الملقي أو الكاتب أو المتحدث للألفاظ أو الإشارات أو الرموز التي بإمكانها إحداث تأثير في تغيير الإتجاه والميول والسلوك. والإقناع عملية فكرية وشكلية يحاول من خلالها المرسل التأثير على المستقبل وإخضاعه ودفعه لقبول رأي أو فكرة معينة. وذلك باستهداف القناعات السابقة بهدف تغييرها كلياً أو جزئياً من خلال دعم الأفكار الجديدة بحقائق ودلائل وبراهين وحجج موضوعية. وفن الإقناع هو فرع من فروع مهارات الإتصال، والإعلامي المتمكن من هذا الفن يصبح قادراً على إجادة فنون الحوار.
وعلى الإعلامي أن يفهم عناصر الإقناع وهي كالتالي:
- المصدر: ينبغي على الإعلامي التأكد من المصدر الذي يستقي منه معلوماته، ويجب أن يتأكد من صحة المعلومات التي يعمل على إقناع جماهيره بها. وينبغي على الإعلامي أن يتحرى المصداقية، بالإضافة إلى إكتسابه القدرة على إستخدام أساليب الإقناع، وأن يجيد التعامل مع الكلمة باستخدام المنطق.
الرسالة: إذا افترضنا أن شخصاً ما أرسل رسالة إلى شخص آخر بأسلوب جيِّد واجتهد في تعزيزها بأفكار جديدة ولكنه لم يكتبها بخط واضح، فبكل تأكيد فإنّ الرسالة لن تؤدي غرضها. ولذلك فيجب على الإعلامي أن يعرض رسالته الإعلامية بوضوح وببساطة بشكل يجعل المتلقي يفهمها بكل بساطة وبدون أي تعقيدات، وينبغي على الإعلامي أن يساعد المتلقي على فهم الرسالة فهماً متماثلاً معززاً رسالته بالبراهين والحجج المقنعة. كما ينبغي الإبتعاد عن الجدل والإستعداء. وإستبعاد المعلومات المشكوك فيها.
- المستقبل: ينبغي على الإعلامي أن يراعي الفروق العمرية والبيئية والإختلافات الثقافية والقومية والمذهبية، وأن يسعى إلى مخاطبة جميع الفئات وأن يدرك أن لكل مقام مقالاً.
ويعتمد نجاح الإقناع على العناصر التالية:
- القدرة على نقل الأفكار والمبادئ والمعلومات بكفاءة وإتقان.
- القدرة على فهم ظروف وأحوال المتلقين وقيمهم وتكوين رسالة تستطيع إقناعهم بشكل ودي ومرضي بالنسبة لهم.
- القدرة على إثارة إهتمام المتلقين، وهو ما يسمى بالجاذبية الشخصية والتي تقوم على ثلاثة أركان وهي حسن الخلق والأناقة والثقافة الجيِّدة.
- القدرة على خلق تفاعل إيجابي في إطار من المصداقية مع المتلقين.
- التمكن من مهارات الإقناع ووسائله من خلال الإبداع في مهارات الإتصال والتفنن في فنون الحوار مع عدم الإخلال بآدابه وأخلاقياته.
والإقناع هو مخاطبة العقول والقلوب في نفس الوقت، وهو فن لا يجيده إلا من امتلك أدواته.
وعلى الإعلامي أن يسعى إلى إمتلاك أدوات فن الإقناع. وأن يستغل الظروف المكانية والزمانية التي يمر بها المجتمع لإقناعهم بالعدول عن سلوك سيِّئ أو إقناعهم بتبني سلوك ما يعود عليه بالخير.
كما ينبغي على الإعلامي أن يخاطب الجماهير وكأنّه يجيبهم عن تساؤلاتهم الملحة، وإجابته تلك تتناسب مع تفكيرهم وتتعامل بشكل سليم مع المبادئ الفكرية التي تربو عليها. والإعلامي الناجح هو الذي يستطيع تطوير مهاراته الإتصالية بإجادة فنون الحوار والمخاطبة وطرق التأثير وأن يوجه إهتمامه إلى تقوية الخير والعلم والثقافة. فالمجتمع يحتاج إلى نصح وإرشاد وتثقيف، وأن يسعى إلى إبتكار وسائل جديدة لإيصال أفكاره إلى أكبر قدر ممكن من الجماهير على إختلاف شرائحهم.
- كيف نقنع الجماهير بفكرة ما؟
هناك طرق متعددة وأساليب متنوعة من الإقناع، وسوف نتحدث عن بعض طرق الإقناع والتي تختلف حسب الظروف المكانية والزمانية. ومن هذه الطرق ما يلي:
- قاعدة المصالح المتوازنة: ويطلق عليها أيضاً (قاعدة التوازن الملحوظ في المصالح)، وتعبر هذه القاعدة عن مفهوم قوي، وهو أنّ الشخص المستهدف بالإقناع إذا ما أحس بأنّ الفكرة المطروحة تحقق توازناً في المصالح بينه وبين الطرف الآخر فإنّه سيوافقه على الفكرة. وهنا ينبغي على الإعلامي (الذي يهدف إلى إقناع المتلقي) أن يعرف وجهة نظر المتلقي في الفكرة المطروحة. وعليه أيضاً أن يعرف مدى إيجابية أو سلبية المتلقي فيما يخص الفكرة المطروحة. وأن يعرف منظومة القيم التي ينتمي إليها المتلقي، والأفكار التي يتبناها. وعليه كذلك أن يعرف مصدر تلك الأفكار وما أسباب تبني المتلقي لها.
- قاعدة تسيير الحوار: يمكن تشبيه فشل الإعلامي في تسيير الحوار بينه وبين المتلقي بتوقف محرك السفينة وسط البحر، فالإعلامي هنا يلعب دور المحرك الذي يقود سفينة الحوار وعليه أن يكون واعياً مدركاً بجدول أعماله في تسيير الحوار، مع المتلقي أو مع ضيفه، وتنظيم الحوار مسؤولية الإعلامي وعليه أن يعد الأولويات في حواره، وأن يستخدم كافة السبل التي تؤدي إلى نجاح قيادته للحوار بشكل سليم.
- قاعدة كسب الحوار: لكي ينجح الإعلامي في كسب الحوار ينبغي عليه أن يلم بمهارات طرح الأسئلة، ومهارات الإصغاء، وأن يكون دائم الإستعداد لتحقيق النجاح.
- قاعدة الدخول في صلب الموضوع: للوقت أهمية كبيرة في عملية الإقناع، وخاصة إذا كان الحوار مع شخصيات بارزة ومرموقة؛ فهؤلاء الأشخاص وقتهم ثمين لا ينبغي على الإعلامي أن يستهلك وقتاً إضافياً معهم، ولذلك فالإعلامي مطالب بالدخول في صلب الموضوع دون مقدمات أو مداخل. وعليه هنا أن يتمتع بالحزم والوضوح.
- قاعدة الإيجابية: كلما كان الحوار جدّياً وإيجابياً كانت فرصة نجاح الإعلامي كبيرة في تحقيق أهداف الحوار، والإعلامي يحتاج هنا إلى قدر من الإيمان بأنّ ما يقوم به سيلاحظه الضيف أو المتلقي، وخاصة في اللقاءات المباشرة وجهاً لوجه؛ ويجب على الإعلامي أن يدرك أن نبرات الصوت وتعابير الوجه واللغة الحركية الجسدية لها أهمية بالغة وهي أكثر إقناعاً من الألفاظ والكلمات.
- كن دائماً على إستعداد للإقناع:
يمكن تشبيه رجل الإعلام برجل الإطفاء، فيجب أن يكون دائماً مستعداً لأي طارئ أو حدث جديد، وأن يكون سريع البديهة، قوي الملاحظة، قادراً على تطبيق قاعدة المصالح المتوازنة، فهذا التوازن يفيد الإعلامي في زيادة الثقة بالنفس وزيادة فرص نجاحه في أداء رسالته. والإعلامي الناجح هو الذي يتمتع بالمرونة ويستخدم عقلية منفتحة، ويركز على المتلقي ويصغي له بفاعلية حتى يستطيع إقناعه. والمرونة والإستعداد للإقناع يجعلان الإعلامي ينجح في تحقيق هدفين هامين هما:
- تغيير أفكار المتلقي القديمة.
- إقناع المتلقي بالأفكار الجديدة.
وتلعب المرونة دوراً هاماً في تغيير الأفكار القديمة وتبني القناعات الجديدة، ودور الإعلامي هنا هو إقناع المتلقي بالعدول على أفكاره القديمة وتبني الأفكار الجديدة، وهناك قصة أسطورية مغربية قديمة، تتحدث عن فتاة مغربية تدعى (الذويبة) معروفة بالدهاء والذكاء الخارق، وكانت فقيرة، وفي إحدى المرات عاقبها والي البلدة وربطها بجذع نخلة، لكنها وبذكائها استطاعت الإفلات من العقاب، فوالدة الوالي لم تكن تعلم أنّ الوالي عاقبها بربطها بالنخلة، وكانت والدة الوالي تعاني من تورم في ظهرها، فبينما كانت والدة الوالي تتنزه في حديقة القصر، سألت (الذويبة) عن سبب ربطها بالنخلة، فأخبرتها (الذويبة) بأنّها كانت تعاني من تورم في ظهرها، وأنّها عندما ربطت بالنخلة اختفى التورم، واستطاعت إقناع والدة الوالي بفك رباطها وأصرت والدة الوالي أن تُربط هي كذلك بالنخلة، وبذلك استطاعت (الذويبة) الإفلات من العقاب، بل ونالت إعجاب الوالي وتزوجها فيما بعد. وهذه القصة تبيّن بأنّ الإنسان قادر على صنع المعجزات إذا استطاع إكتساب مهارات الإقناع.
- تعلم أساليب الإقناع:
إنّ تعلم أساليب الإقناع من الأمور الهامة للإعلامي. ويقصد بأساليب الإقناع إستخدام كافة طرق وأشكال الإتصال للتأثير على المتلقي وحمله على تقبل الرسالة والتفاعل معها.
ومن أهم أساليب الإقناع ما يلي:
* الأسلوب الجدلي: ويطلق عليه أيضاً الأسلوب السببي، وعلى الإعلامي أن يستخدم هذا الأسلوب الذي يعتمد على قوة البراهين والدلائل والحجج المناسبة لطروحاته وأفكاره. وينقسم هذا الأسلوب إلى نوعين:
- النوع الأوّل: من الأسباب إلى النتائج: ويتم إستخدام هذا الأسلوب بهدف إيجاد العلاقة بين الأشياء عن طريق التسليم بأسباب وظروف معيّنة ينتج عنها حدوث نتائج لتلك الظروف أو الأسباب. ويعتبر هذا الأسلوب بمثابة الخلفية التي يؤسس عليها الإعلامي البراهين والحجج التي تساعده في تقوية طرحه، ما يؤثر بشكل جيِّد في مسألة الإقناع.
- النوع الثاني: من النتائج إلى الأسباب: وهنا يقدم الإعلامي النتائج على الأسباب بهدف التأثير على المتلقي قصد إثارة مشاعره نحو القضية الأُم، ودور الإعلامي هنا أن يقدم النتائج أوّلاً ثمّ يدعمها بالأسباب، وهو عكس ما يحدث في النوع الأوّل.
* الأسلوب التجزيئي: ويطلق عليه أحياناً الأسلوب التخصيصي، وسمي بالتجزيئي لأنّ الإعلامي يقوم بطرح القضية أو الفكرة ويركز عليها. وذلك بالإنتقال من حالة العمومية إلى حالة الخصوصية، باعتبار أنّ الجماهير تأخذ الأمور بعمومها وأن ما ينطبق على الأصل ينطبق على الفرع.
* الأسلوب التعميمي: الهدف من إستخدام هذا الأسلوب هو شد إنتباه المتلقي إلى الفكرة المطروحة من قبل الإعلامي، إلا أنّه هذه المرة ينتقل من الخصوصية إلى العمومية، وهذا الأسلوب يعتمد على إستخدام مثال محدد يتم تعميمه فيما بعد كقاعدة عامة.
* الأسلوب المقارن: يعتمد هذا الأسلوب على المقارنة بين فكرتين أو طرحين بهدف تحديد الفرق بينهما، ويكون تحديد الفرق بعد معرفة الأسباب والظروف المحيطة بكل طرح وتحليل السمات والوظائف الخاصة بكل فكرة، ثمّ في النهاية إصدار حكم والوصول إلى النتائج.
* الأسلوب المعياري: وهو بمثابة مقياس يستخدمه الإعلامي لوصف حالة من الحالات المحددة، وبعدها يأتي التعريف بالنتائج بقياسها بحالة أخرى ذات أسباب وظروف مشابهة، وبعد ذلك يأتي إصدار الحكم الذي يعبر عن وجهة نظر الإعلامي والذي يرى أنّه قادر على إقناع الجماهير.
* الأسلوب الدلالي: يقصد بالأسلوب الدلالي الإستشهاد بالأدلة المنطقية والحجج الواقعية والبراهين الموضوعية، بالإعتماد على المصادر الموثوقة والإستشهادات كالأدلة الدينية، والإستشهاد بالحوادث الحقيقية والأمثلة الواقعية أو الإفتراضية، وإستخدام أقوال المشاهير والنجوم والإستدلال بالأدلة الشعرية والنثرية والحكم والأمثال.
ولا ينتهي الأمر عند معرفة أساليب الإقناع فقط بل ينبغي على الإعلامي أن يقوم بعرضها على المتلقي بشكل مشرق ومشوق، ما يجعل الفكرة جماهيرية، ولن تكون كذلك ما لم يتم عرضها على المتلقي بأسلوب سهل وبسيط ومتوافق مع إهتمامات الجماهير.
ومن أساليب عرض الأفكار والطروحات في المجال الإعلامي ما يلي:
- الأسلوب القصصي: يستهدف الإعلامي من إستخدام هذا الأسلوب الإيحاء للمتلقي بالنتيجة التي يود الوصول إليها. ويعتبر الأسلوب القصصي من أهم أساليب العرض، كون المتلقي يستمتع بتتبع تفاصيل القصة وفي نفس الوقت يستفيد من العبرة أو التهديد أو الوعظ أو الإرشاد أو التوعية المتواجدة بين طيات القصة.
- الأسلوب القصصي السردي: يتميّز هذا النوع بمواصفات إضافية وهي إستخدام الفنون القصصية المختلفة كالدراما والحكاية والحبكة والإثارة، كما يتميز بأسلوب تتبع الأحداث بطريقة سردية بهدف إثارة الإنتباه أو التنبيه للسلوكيات التي يود الإعلامي من الجماهير تجنبها.
- الأسلوب المفعم بالإثارة: شد إنتباه المتلقي وإثارة عواطفه وأحاسيسه هي أبرز أهداف هذا الأسلوب، وغالباً ما يزود هذا الأسلوب بطرح الأسئلة والمواضيع المثيرة والجذابة.
- الأسلوب التسلسلي: ويستخدم هذا الأسلوب لتقديم يد العون إلى القارئ لفهم ما يدور حوله من أحداث ويحميه من العشوائية في ترتيب الأفكار. وينقسم إلى: “الأسلوب التسلسلي الزماني، والأسلوب التسلسلي المكاني والأسلوب التسلسلي النوعي، والأسلوب التسلسلي الشريحي، والأسلوب التسلسلي الوصفي، والأسلوب التسلسلي المعتمد على الطرافة، والأسلوب التسلسلي المألوف.
المصدر: كتاب كيف تحقق النجاح في المجال الإعلامي
ومن القصص الأسطورية الشائعة التي تروى في شأن الإقناع أنّ الشمس والرياح تنازعها على إجبار رجل على خلع معطفه، وأرادت كل من الشمس والرياح أن يكسبا الرهان، فحاولت الرياح التأثير على الرجل بالبرد القارس والعواطف وهذا ما زاد الرجل إصراراً وإلحاحاً على إرتداء معطفه وثباته على رأيه، حتى أصاب اليأس الرياح فتوقفت واستسلمت للرجل، ثمّ جاء دور الشمس فسلطت أشعتها القوية على الرجل، ما جعل الرجل يشعر بالحرارة الشيء الذي جعله يخلع معطفه مختاراً راضياً. وهذه القصة نموذج على أنّ الإكراه والإلحاح على أمر ما يجعل المكره يزيد من إصراره وعزيمته ويرفع من شدة مقاومته. وهناك مثال بسيط فإذا أردت إرغام طفل على شيء ليفعله فإنّه يرفض القيام بذلك الأمر. وإذا تركته وشأنه أو أقنعته بأن ذلك أمر مستحسن، قد يقوم به مختاراً راضياً دونما تدخل.
ولذلك فالإكراه والإلحاح يوجب المقاومة، بينما الإقناع والحوار يجعلان الأمر المتنازع عليه أكثر سهولة. والإقناع لغة يتمتع بها الأقوياء. والإعلامي الناجح هو الذي يستطيع إكتساب لغة الإقناع، لأنّه وسيلة من وسائل كسب الإحترام والتقدير من الآخرين.
- ما هو الإقناع؟
الإقناع هو إستخدام المرسل أو الملقي أو الكاتب أو المتحدث للألفاظ أو الإشارات أو الرموز التي بإمكانها إحداث تأثير في تغيير الإتجاه والميول والسلوك. والإقناع عملية فكرية وشكلية يحاول من خلالها المرسل التأثير على المستقبل وإخضاعه ودفعه لقبول رأي أو فكرة معينة. وذلك باستهداف القناعات السابقة بهدف تغييرها كلياً أو جزئياً من خلال دعم الأفكار الجديدة بحقائق ودلائل وبراهين وحجج موضوعية. وفن الإقناع هو فرع من فروع مهارات الإتصال، والإعلامي المتمكن من هذا الفن يصبح قادراً على إجادة فنون الحوار.
وعلى الإعلامي أن يفهم عناصر الإقناع وهي كالتالي:
- المصدر: ينبغي على الإعلامي التأكد من المصدر الذي يستقي منه معلوماته، ويجب أن يتأكد من صحة المعلومات التي يعمل على إقناع جماهيره بها. وينبغي على الإعلامي أن يتحرى المصداقية، بالإضافة إلى إكتسابه القدرة على إستخدام أساليب الإقناع، وأن يجيد التعامل مع الكلمة باستخدام المنطق.
الرسالة: إذا افترضنا أن شخصاً ما أرسل رسالة إلى شخص آخر بأسلوب جيِّد واجتهد في تعزيزها بأفكار جديدة ولكنه لم يكتبها بخط واضح، فبكل تأكيد فإنّ الرسالة لن تؤدي غرضها. ولذلك فيجب على الإعلامي أن يعرض رسالته الإعلامية بوضوح وببساطة بشكل يجعل المتلقي يفهمها بكل بساطة وبدون أي تعقيدات، وينبغي على الإعلامي أن يساعد المتلقي على فهم الرسالة فهماً متماثلاً معززاً رسالته بالبراهين والحجج المقنعة. كما ينبغي الإبتعاد عن الجدل والإستعداء. وإستبعاد المعلومات المشكوك فيها.
- المستقبل: ينبغي على الإعلامي أن يراعي الفروق العمرية والبيئية والإختلافات الثقافية والقومية والمذهبية، وأن يسعى إلى مخاطبة جميع الفئات وأن يدرك أن لكل مقام مقالاً.
ويعتمد نجاح الإقناع على العناصر التالية:
- القدرة على نقل الأفكار والمبادئ والمعلومات بكفاءة وإتقان.
- القدرة على فهم ظروف وأحوال المتلقين وقيمهم وتكوين رسالة تستطيع إقناعهم بشكل ودي ومرضي بالنسبة لهم.
- القدرة على إثارة إهتمام المتلقين، وهو ما يسمى بالجاذبية الشخصية والتي تقوم على ثلاثة أركان وهي حسن الخلق والأناقة والثقافة الجيِّدة.
- القدرة على خلق تفاعل إيجابي في إطار من المصداقية مع المتلقين.
- التمكن من مهارات الإقناع ووسائله من خلال الإبداع في مهارات الإتصال والتفنن في فنون الحوار مع عدم الإخلال بآدابه وأخلاقياته.
والإقناع هو مخاطبة العقول والقلوب في نفس الوقت، وهو فن لا يجيده إلا من امتلك أدواته.
وعلى الإعلامي أن يسعى إلى إمتلاك أدوات فن الإقناع. وأن يستغل الظروف المكانية والزمانية التي يمر بها المجتمع لإقناعهم بالعدول عن سلوك سيِّئ أو إقناعهم بتبني سلوك ما يعود عليه بالخير.
كما ينبغي على الإعلامي أن يخاطب الجماهير وكأنّه يجيبهم عن تساؤلاتهم الملحة، وإجابته تلك تتناسب مع تفكيرهم وتتعامل بشكل سليم مع المبادئ الفكرية التي تربو عليها. والإعلامي الناجح هو الذي يستطيع تطوير مهاراته الإتصالية بإجادة فنون الحوار والمخاطبة وطرق التأثير وأن يوجه إهتمامه إلى تقوية الخير والعلم والثقافة. فالمجتمع يحتاج إلى نصح وإرشاد وتثقيف، وأن يسعى إلى إبتكار وسائل جديدة لإيصال أفكاره إلى أكبر قدر ممكن من الجماهير على إختلاف شرائحهم.
- كيف نقنع الجماهير بفكرة ما؟
هناك طرق متعددة وأساليب متنوعة من الإقناع، وسوف نتحدث عن بعض طرق الإقناع والتي تختلف حسب الظروف المكانية والزمانية. ومن هذه الطرق ما يلي:
- قاعدة المصالح المتوازنة: ويطلق عليها أيضاً (قاعدة التوازن الملحوظ في المصالح)، وتعبر هذه القاعدة عن مفهوم قوي، وهو أنّ الشخص المستهدف بالإقناع إذا ما أحس بأنّ الفكرة المطروحة تحقق توازناً في المصالح بينه وبين الطرف الآخر فإنّه سيوافقه على الفكرة. وهنا ينبغي على الإعلامي (الذي يهدف إلى إقناع المتلقي) أن يعرف وجهة نظر المتلقي في الفكرة المطروحة. وعليه أيضاً أن يعرف مدى إيجابية أو سلبية المتلقي فيما يخص الفكرة المطروحة. وأن يعرف منظومة القيم التي ينتمي إليها المتلقي، والأفكار التي يتبناها. وعليه كذلك أن يعرف مصدر تلك الأفكار وما أسباب تبني المتلقي لها.
- قاعدة تسيير الحوار: يمكن تشبيه فشل الإعلامي في تسيير الحوار بينه وبين المتلقي بتوقف محرك السفينة وسط البحر، فالإعلامي هنا يلعب دور المحرك الذي يقود سفينة الحوار وعليه أن يكون واعياً مدركاً بجدول أعماله في تسيير الحوار، مع المتلقي أو مع ضيفه، وتنظيم الحوار مسؤولية الإعلامي وعليه أن يعد الأولويات في حواره، وأن يستخدم كافة السبل التي تؤدي إلى نجاح قيادته للحوار بشكل سليم.
- قاعدة كسب الحوار: لكي ينجح الإعلامي في كسب الحوار ينبغي عليه أن يلم بمهارات طرح الأسئلة، ومهارات الإصغاء، وأن يكون دائم الإستعداد لتحقيق النجاح.
- قاعدة الدخول في صلب الموضوع: للوقت أهمية كبيرة في عملية الإقناع، وخاصة إذا كان الحوار مع شخصيات بارزة ومرموقة؛ فهؤلاء الأشخاص وقتهم ثمين لا ينبغي على الإعلامي أن يستهلك وقتاً إضافياً معهم، ولذلك فالإعلامي مطالب بالدخول في صلب الموضوع دون مقدمات أو مداخل. وعليه هنا أن يتمتع بالحزم والوضوح.
- قاعدة الإيجابية: كلما كان الحوار جدّياً وإيجابياً كانت فرصة نجاح الإعلامي كبيرة في تحقيق أهداف الحوار، والإعلامي يحتاج هنا إلى قدر من الإيمان بأنّ ما يقوم به سيلاحظه الضيف أو المتلقي، وخاصة في اللقاءات المباشرة وجهاً لوجه؛ ويجب على الإعلامي أن يدرك أن نبرات الصوت وتعابير الوجه واللغة الحركية الجسدية لها أهمية بالغة وهي أكثر إقناعاً من الألفاظ والكلمات.
- كن دائماً على إستعداد للإقناع:
يمكن تشبيه رجل الإعلام برجل الإطفاء، فيجب أن يكون دائماً مستعداً لأي طارئ أو حدث جديد، وأن يكون سريع البديهة، قوي الملاحظة، قادراً على تطبيق قاعدة المصالح المتوازنة، فهذا التوازن يفيد الإعلامي في زيادة الثقة بالنفس وزيادة فرص نجاحه في أداء رسالته. والإعلامي الناجح هو الذي يتمتع بالمرونة ويستخدم عقلية منفتحة، ويركز على المتلقي ويصغي له بفاعلية حتى يستطيع إقناعه. والمرونة والإستعداد للإقناع يجعلان الإعلامي ينجح في تحقيق هدفين هامين هما:
- تغيير أفكار المتلقي القديمة.
- إقناع المتلقي بالأفكار الجديدة.
وتلعب المرونة دوراً هاماً في تغيير الأفكار القديمة وتبني القناعات الجديدة، ودور الإعلامي هنا هو إقناع المتلقي بالعدول على أفكاره القديمة وتبني الأفكار الجديدة، وهناك قصة أسطورية مغربية قديمة، تتحدث عن فتاة مغربية تدعى (الذويبة) معروفة بالدهاء والذكاء الخارق، وكانت فقيرة، وفي إحدى المرات عاقبها والي البلدة وربطها بجذع نخلة، لكنها وبذكائها استطاعت الإفلات من العقاب، فوالدة الوالي لم تكن تعلم أنّ الوالي عاقبها بربطها بالنخلة، وكانت والدة الوالي تعاني من تورم في ظهرها، فبينما كانت والدة الوالي تتنزه في حديقة القصر، سألت (الذويبة) عن سبب ربطها بالنخلة، فأخبرتها (الذويبة) بأنّها كانت تعاني من تورم في ظهرها، وأنّها عندما ربطت بالنخلة اختفى التورم، واستطاعت إقناع والدة الوالي بفك رباطها وأصرت والدة الوالي أن تُربط هي كذلك بالنخلة، وبذلك استطاعت (الذويبة) الإفلات من العقاب، بل ونالت إعجاب الوالي وتزوجها فيما بعد. وهذه القصة تبيّن بأنّ الإنسان قادر على صنع المعجزات إذا استطاع إكتساب مهارات الإقناع.
- تعلم أساليب الإقناع:
إنّ تعلم أساليب الإقناع من الأمور الهامة للإعلامي. ويقصد بأساليب الإقناع إستخدام كافة طرق وأشكال الإتصال للتأثير على المتلقي وحمله على تقبل الرسالة والتفاعل معها.
ومن أهم أساليب الإقناع ما يلي:
* الأسلوب الجدلي: ويطلق عليه أيضاً الأسلوب السببي، وعلى الإعلامي أن يستخدم هذا الأسلوب الذي يعتمد على قوة البراهين والدلائل والحجج المناسبة لطروحاته وأفكاره. وينقسم هذا الأسلوب إلى نوعين:
- النوع الأوّل: من الأسباب إلى النتائج: ويتم إستخدام هذا الأسلوب بهدف إيجاد العلاقة بين الأشياء عن طريق التسليم بأسباب وظروف معيّنة ينتج عنها حدوث نتائج لتلك الظروف أو الأسباب. ويعتبر هذا الأسلوب بمثابة الخلفية التي يؤسس عليها الإعلامي البراهين والحجج التي تساعده في تقوية طرحه، ما يؤثر بشكل جيِّد في مسألة الإقناع.
- النوع الثاني: من النتائج إلى الأسباب: وهنا يقدم الإعلامي النتائج على الأسباب بهدف التأثير على المتلقي قصد إثارة مشاعره نحو القضية الأُم، ودور الإعلامي هنا أن يقدم النتائج أوّلاً ثمّ يدعمها بالأسباب، وهو عكس ما يحدث في النوع الأوّل.
* الأسلوب التجزيئي: ويطلق عليه أحياناً الأسلوب التخصيصي، وسمي بالتجزيئي لأنّ الإعلامي يقوم بطرح القضية أو الفكرة ويركز عليها. وذلك بالإنتقال من حالة العمومية إلى حالة الخصوصية، باعتبار أنّ الجماهير تأخذ الأمور بعمومها وأن ما ينطبق على الأصل ينطبق على الفرع.
* الأسلوب التعميمي: الهدف من إستخدام هذا الأسلوب هو شد إنتباه المتلقي إلى الفكرة المطروحة من قبل الإعلامي، إلا أنّه هذه المرة ينتقل من الخصوصية إلى العمومية، وهذا الأسلوب يعتمد على إستخدام مثال محدد يتم تعميمه فيما بعد كقاعدة عامة.
* الأسلوب المقارن: يعتمد هذا الأسلوب على المقارنة بين فكرتين أو طرحين بهدف تحديد الفرق بينهما، ويكون تحديد الفرق بعد معرفة الأسباب والظروف المحيطة بكل طرح وتحليل السمات والوظائف الخاصة بكل فكرة، ثمّ في النهاية إصدار حكم والوصول إلى النتائج.
* الأسلوب المعياري: وهو بمثابة مقياس يستخدمه الإعلامي لوصف حالة من الحالات المحددة، وبعدها يأتي التعريف بالنتائج بقياسها بحالة أخرى ذات أسباب وظروف مشابهة، وبعد ذلك يأتي إصدار الحكم الذي يعبر عن وجهة نظر الإعلامي والذي يرى أنّه قادر على إقناع الجماهير.
* الأسلوب الدلالي: يقصد بالأسلوب الدلالي الإستشهاد بالأدلة المنطقية والحجج الواقعية والبراهين الموضوعية، بالإعتماد على المصادر الموثوقة والإستشهادات كالأدلة الدينية، والإستشهاد بالحوادث الحقيقية والأمثلة الواقعية أو الإفتراضية، وإستخدام أقوال المشاهير والنجوم والإستدلال بالأدلة الشعرية والنثرية والحكم والأمثال.
ولا ينتهي الأمر عند معرفة أساليب الإقناع فقط بل ينبغي على الإعلامي أن يقوم بعرضها على المتلقي بشكل مشرق ومشوق، ما يجعل الفكرة جماهيرية، ولن تكون كذلك ما لم يتم عرضها على المتلقي بأسلوب سهل وبسيط ومتوافق مع إهتمامات الجماهير.
ومن أساليب عرض الأفكار والطروحات في المجال الإعلامي ما يلي:
- الأسلوب القصصي: يستهدف الإعلامي من إستخدام هذا الأسلوب الإيحاء للمتلقي بالنتيجة التي يود الوصول إليها. ويعتبر الأسلوب القصصي من أهم أساليب العرض، كون المتلقي يستمتع بتتبع تفاصيل القصة وفي نفس الوقت يستفيد من العبرة أو التهديد أو الوعظ أو الإرشاد أو التوعية المتواجدة بين طيات القصة.
- الأسلوب القصصي السردي: يتميّز هذا النوع بمواصفات إضافية وهي إستخدام الفنون القصصية المختلفة كالدراما والحكاية والحبكة والإثارة، كما يتميز بأسلوب تتبع الأحداث بطريقة سردية بهدف إثارة الإنتباه أو التنبيه للسلوكيات التي يود الإعلامي من الجماهير تجنبها.
- الأسلوب المفعم بالإثارة: شد إنتباه المتلقي وإثارة عواطفه وأحاسيسه هي أبرز أهداف هذا الأسلوب، وغالباً ما يزود هذا الأسلوب بطرح الأسئلة والمواضيع المثيرة والجذابة.
- الأسلوب التسلسلي: ويستخدم هذا الأسلوب لتقديم يد العون إلى القارئ لفهم ما يدور حوله من أحداث ويحميه من العشوائية في ترتيب الأفكار. وينقسم إلى: “الأسلوب التسلسلي الزماني، والأسلوب التسلسلي المكاني والأسلوب التسلسلي النوعي، والأسلوب التسلسلي الشريحي، والأسلوب التسلسلي الوصفي، والأسلوب التسلسلي المعتمد على الطرافة، والأسلوب التسلسلي المألوف.
المصدر: كتاب كيف تحقق النجاح في المجال الإعلامي
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)