حتى لا تتكرر تسريبات 2012..
احتياطات خاصة بمراكز الإيداع لتشديد الحراسة على اختبارات البكالوريا
تظل حادثة تسريب بعض مواضيع امتحان بكالوريا السنة الماضية في البال رغم طي صفحة هذه الدورة والشروع منذ مطلع الموسم الدراسي الجاري في الترتيب والإعداد للنسخة الجديدة لهذا الامتحان.
هذا التوجه أكده لـ"الصباح" عبد الحفيظ عبيدي مدير عام إدارة الامتحانات بوزارة التربية الذي توقف في استعراضه لأبرز الإجراءات الاحتياطية التي يجري العمل على تكريسها لضمان أوفر ظروف السلامة والحماية للامتحانات والسير العادي للدورة القادمة على إحكام تهيئة مختلف المراكز والتركيز على الجوانب التنظيمية والمادية بها وفق معايير وخصوصيات كل صنف منها.
وشدد عبيدي في هذا الصدد وبصفة خاصة على مراكز الإيداع التي انطلق التسريب السنة الماضية من إحداها (بن عروس) كاشفا عن بعض الخطط المبرمجة ومنها حسن اختيار مكان تواجدها، وتمّ في الغرض إشعار المندوبين الجهويين للتربية بمراعاة هذا الجانب في اختيار موقع مركز الإيداع. وستنظم زيارات ميدانية لمختلف الولايات في غضون شهر جانفي لمعاينة مدى احترامها للمواصفات الفنية المطلوبة.
وسيتم التركيز كذلك على حسن اختيار المشرفين على هذه المراكز، وفق مصدرنا الذي صرح أن مفتاح مركز الإيداع يتعين أن يكون في حوزة المندوب الجهوي دون سواه. كما ستتخذ الحراسة الأمنية لمكاتب الإيداع تنظيما وتوزيعا مغايرا للمعتاد بما يضمن حماية محكمة.
احتساب 25 بالمائة
حول مآل المقترح الذي تقدمت به لجنة الامتحانات الوطنية بالوزارة إلى الحكومة ضمن تقريرها العام والداعي إلى التخلي عن العمل بنسبة 25 بالمائة من المعدل السنوي عند احتساب معدل البكالوريا مع توخي المرحلية في تنفيذه، يبدو أن تواصل العمل بالنظام الحالي هذه السنة أمر بديهي وبالتالي لن يلغى إجراء 25 بالمائة لعدم صدور أيّ قرار حكومي مخالف.
وباعتبار أن الثلاثي الأول من السنة الدراسة أشرف على النهاية فإنه لم يعد لهكذا قرار معنى بعد أن شرع تلاميذ البكالوريا في اجتياز امتحاناتهم ولم يصدر أيّ منشور حول المسألة.
"الباك سبور"
من المظاهر المزعجة التي اقترنت بامتحان التربية البدنية منذ سنوات تلك الأجواء الاحتفالية الصاخبة التي تأتيها مجموعات من التلاميذ خارج محيط المعهد وتصل بالبعض إلى حدّ الخروج في جولات استعراضية باستعمال سيارات أوليائهم لتنتهي ببعضهم إلى فقدان حياتهم على الطريق.
حول الإجراءات التي تعتزم وزارة التربية اتخاذها للتصدي لمثل هذه المظاهر الاحتفالية التي لا تحمد عقباها أورد مدير عام الامتحانات أنه على المستوى التنظيمي للاختبار لا وجود لتغيير يذكر من حيث مواعيد الامتحان ومكان إجرائه. ويتم عادة بالملاعب داخل المعاهد الثانوية المهيأة، وفي حال تعذر ذلك يقع اجتيازه بالملاعب الرياضية بالجهة.
أما على مستوى الاحتياطات لتفادي وقوع الحوادث الأليمة فإن الأمر يقتصر على تكثيف جهود التحسيس والتوعية للتلاميذ وكذلك الأولياء بالمناطق المعروفة بمثل هذه المظاهر والمنتمين لأوساط عائلية مترفة وإقناعهم بالتخلي عن هذه السلوكيات وإرجاء الاحتفال (إذا كان لابد من ذلك) إلى ما بعد الانتهاء من الامتحانات الكتابية بأشكال تتجنـّب مشاهد مواكب السيارات التي تجوب الشوارع في انفلات واضح واستهتار بقواعد السياقة.
ارتفاع لافت في عدد المترشحين
ينتظر أن تسجل الدورة الجديدة للبكالوريا ارتفاعا بارزا في عدد المترشحين يزيد عن 140 ألف تلميذ مقابل 129 ألف السنة الماضية. ويعود هذا الارتفاع إلى تراجع نسبة النجاح العامة المسجلة في امتحان بكالوريا 2012 (أقل من 50 بالمائة). وعلى هذا الأساس يتوقع الترفيع في عدد مراكز الامتحان الكتابي. مع الإبقاء على نفس عدد مراكز الإيداع والتجميع.
وحول مدى صحة ما يتردد من ترفيع في قيمة طابع التسجيل للبكالوريا هذه السنة، نفى مدير الامتحانات ذلك مشيرا إلى أنه حافظ على نفس معلوم السنة الماضية البالغ 22 دينارا.
مقاومة الغش
للتصدي إلى عمليات الغش في البكالوريا عبر استخدام وسائل الاتصال الحديثة والتي تطورت أشكال استعمالها بشكل لافت خلال الدورة الأخيرة باستخدام نظارات خاصة وساعات يدوية متطورة ضبط أصحابها بصدد الغش، تعتزم وزارة التربية تجهيز مراكز الامتحان الكتابي بآلات تشويش على الهواتف المحمولة وغيرها من أجهزة الاتصال الحديثة. علما أن حالات الغش التي تم رصدها السنة الماضية والتي تجاوزت 500 عملية 80 بالمائة منها تمت عبر استخدام هذه الآلات رغم أنه يمنع إدخالها إلى قاعة الامتحان.
"النوفيام" للجميع
بالنسبة لامتحان ختم التعليم الأساسي "النوفيام" يتعين بداية من هذه السنة على تلاميذ المدارس الإعدادية النموذجية اجتيازه للارتقاء إلى المعاهد النموذجية الثانوية على غرار تلاميذ النظام التعليمي العام أو التقني. ويعتبر الإجراء وفق بيانات مصدرنا التربوي تفعيلا آليا للالتزام الذي أمضى عليه الأولياء عند التحاق منظوريهم بالسنة السابعة بالمدارس الاعدادية النموذجية والذي شرع العمل به منذ ثلاث سنوات.
للتذكير فإن قرار إلغاء العمل بالارتقاء الآلي للثانويات النموذجية لكل تلميذ يعادل أو يفوق معدله السنوي 15 من عشرين بالتاسعة أساسي نموذجي والذي حاولت وزارة التربية فرضه قبل سنتين من الثورة واجهه الأولياء والتلاميذ بالرفض لمخالفته الضوابط المنظمة لدراسة النخبة التلمذية حسب تفسيراتهم حينها، حيث لم يقع التنصيص على الاجتياز الوجوبي للمناظرة عند التحاق أبنائهم بالسنة السابعة نموذجي.
منية اليوسفي
جريدة الصباح